عبدالله الجيزاني
يظلم الكثير من العظماء على مر التاريخ، بوضعهم ضمن إطار ضيق، لتنسب انجازاتهم لهذا الإطار، وهو في الغالب أسلوب يتبعه أتباعهم ومريديهم، ومن أعدائهم ومناوئيهم، والهدف لكلا الطرفين استثمار سطوع نجم هؤلاء، لغرض بناء أو هدم حاضرهم ومستقبلهم.
وإلا بأي منطق أن يتم اختصار الإمام الحسين(عليه السلام) بمذهب أو دين أو قومية، هذا الإنسان الذي قاد ثورة حياة لم تترك شاردة أو واردة إلا تضمنتها، وهكذا آل البيت واحد تلو الأخر، كانوا نماذج تمثل الإنسان والإنسانية بكل ما فيها، ليتوارث ذلك من سار على خطهم ونهجهم، إلى يومنا هذا.
وعندما نتناول شخصية الإمام روح الله الموسوي الخميني، نجد تلك القيم والمفاهيم التي حملها الإسلام كرسالة خاتمة، شملت الإنسان منذ التكوين حتى الفناء، حيث جسد الإمام الخميني الإسلام كما أرادت له السماء أن يكون، حارب الظلم وعمل على اجتثاثه من كل بقاع الأرض، وكان يدعوا المظلومين في الأرض للثورة، وسخر كل الإمكانات الممكنة لمناصرتهم، وكان يوجه الحكومة الإيرانية دائما، بمساندة هؤلاء أينما كانوا دون تدخل في شؤونهم الداخلية أو تفاصيل عملهم.
حتى غدت الجمهورية الإسلامية محط أنظار، ومحطة أمل لكافة الشعوب التي تنشد التغيير والانطلاق نحو الحياة، التي أوجدتها السماء، وعاث بها المفسدون ليغيروا البناء والأعمار والأمان، فيها إلى دمار ورعب وجوع وخوف، جسد الإمام الخميني كل مفردات الإنسانية بشكل واقعي، عشق الإنسان لذاته، ودافع على حقوقه التي حددتها له السماء.
هذا جعل الأخر الذي جعل من الإنسان، وسيلته للوصول إلى غاياته الرخيصة، للحشد والتحشيد ضد الإمام وتوجهاته، واستغفل الكثير بشعارات وادعاءات للتأليب ضد الإمام ورسالته.
فكانت دعوته إلى الثورة العالمية الكبرى ضد الظلم، تصدير للثورة لغرض إعادة تشكيل الإمبراطورية الفارسية.
وكانت دعواته لوحدة المسلمين لمواجهة الاستكبار، هي الأخرى محاولة للسيطرة على العالم من جديد.
وكشأن كل المصلحين وقف أصحاب المصلحة في وجود الإمام، وتطبيق دعواته ضده، وكان معظم هؤلاء مطية بيد الاستكبار لنشر الأكاذيب الباطلة، ضد الإمام الخميني وثورته، وفرض الاستكبار حصار على الثورة الإسلامية من كل النواحي، في محاولة لإطفاء نورها، كي لايزلزل عروش الظالمين.
لكن كل ما خطط له الطغاة والمستكبرين فشل، فبعد عقد من الزمن نجحت الشعوب الإسلامية في ثورات الربيع الإسلامي العربي، لإزالة طواغيت حكمت بدعم الاستكبار كما في تونس ومصر وليبيا، وكذا قامت حركات التحرر في الكثير من دول العالم باستيعاب إنسانية الإمام الخميني وثورته الكبرى، لتنجح أو تضع نقطة انطلاق لمسار الخلاص.
هكذا ثبت أن الإمام الخميني كان إنسانا لم يؤطر بانتماء قومي أو ديني أو مذهبي، بل كان نهج يصلح لتخلص كل المضطهدين في الأرض من معاناتهم مهما كان انتمائهم القومي أو الديني أو المذهبي.
https://telegram.me/buratha