المقالات

جذاب ... أبو العَرك

1576 19:34:14 2014-06-06

الحاج هادي العكيلي

يحكى إن في ليلة من ليالي الشتاء عام 1957 ، كان رئيس الوزراء العراقي نوري سعيد يتجول في شارع غازي مع سائقه ، توقف عند مقهى صغير لبيع الشاي ، وكان هذا المقهى مكتظ بالمخمورين ، انتبه احد المخمورين ونظر إليه وصاح بصوت عالي ( أنت نوري سعيد القندرة ) تَف عليك، فأراد صاحب المقهى وسائقه إن يضربا المخمور ، والظاهر أنه بدون حماية ليس مثل هذه الأيام ،

ولكن نوري سعيد منعهما من ذلك ، وقام بإدخال يده بجيبه واخرج منها ثلاثة دنانير في ذلك الوقت ، ليس مليارات لشراء بعض المخمورين من أعضاء مجالس المحافظات والنواب لغرض تشكيل الحكومات المحلية أو تكوين الأغلبية السياسية لتشكيل الحكومة الاتحادية ، وأعطاها إلى المخمور . غادر نوري سعيد ( الباشا ) المقهى ، وكان سائقه غاضباً ،

وقال : باشا ( ليش ما خليتني أدب الرجل المخمور ) ؟ فأجاب الباشا : ( ابني هذا سكران وما عليه حرج .. لو أنت ضربته وجرجرناه إلى التوقيف .. راح يسألوه : ماذا فعلت ؟!! سوف يقول : تفلت بوجه الباشا ... ويصير هو بطل .. واني أنفضح .. هسَ راح بهوس بالطرف ويقول : تفلت على الباشا وإعطاني ثلاثة دنانير .. راح يقولون له .. امشي .. جذاب .. أبو العرك . 

فما أكثر المخمورين هذه الأيام في مقهى ائتلاف دولة القانون الذين همهم التصريحات الإعلامية المخمورة . فقد وجود أحد النواب من ائتلاف دولة القانون زعيمه يزور السيد عمار الحكيم لتباحث بأمور تخص البلد وبالأخص دعم التحالف الوطني كمؤسسة ، وتشكيل الحكومة على أساس الفريق القوي المنسجم ، فلما رأى وسمع هذا الخبر ، طار المفرح ، وقال : هذا الخبر هو الذين يوصلنا إلى الولاية الثالثة . أعلن إن ائتلاف دولة القانون لديها حوارات معمقة وحقيقية وجادة مع المجلس الأعلى بشأن تولي نوري المالكي ولاية ثالثة ، وانه سيتم التوصل لاتفاق معهم خلال اليومين المقبلين ، وهدد الكتل التي لا تنسجم مع مرشح دولة القانون لرئاسة الوزراء فلتلجأ للمعارضة ، إن مثل هكذا سياسي مخمور لا يحتاج احد إن يرد عليه ، لأنه ليس عليه حرج .. وان رد عليه سيقول : عندنا 175 صوتا ً تحت الإبط .. نقول له : اذهب وشكل حكومتك .. ونحن هنا معارضون .. فما بالكم لا تفعلون ؟!!! 

أن الشجاعة ليست بالتصريحات غير الصحيحة البعيدة عن الالتزام الأخلاقي والمهني والشرعي ، بمحاولة لتشويش على الشعب أولا وعلى الكتل السياسية وتحالفاتها ثانياً ، عسى منه أن يكسب بعض الدنانير كما كسبها المخمور ، أسف بعض الأصوات المتفرجة على المشهد السياسي والتي واقفة تنظر من تميل له الكفة لتكون معه ، دون إن تحزم موقفها بصورة نهائية .

إن قول الحقيقة وأنت في كامل الوعي والانتباه هي الشجاعة الحقيقية ، وليست الشجاعة أن تكذب في الإعلام بتصريحات ليس لها أي وجود عدا في خيال المخمور ، وبعد التصريح تجد نفسك في حيرة من أمرك . كما فعل المخمور اتجاه الباشا نوري سعيد ليجد نفسه انه أصبح بطلاً قومياً بتصرفاته التي فعلها ، ولكن وجد أمامه أدهى منه بالتصرف والحكمة . فأن على الكتل السياسية أن تكون أدهى بالتصرف والحكمة من المخمورين في ائتلاف دولة القانون حتى لو ذهبوا إلى الآخرين وتحدثوا بأنهم فعلوا كذا ... وكذا .. فسوف يقولون لهم كما قالوا إلى المخمور ... أمشي ... جذاب ... أبو العَرك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-06-06
دولة القانون مخمورون ( مخمورين ) بنشوة السلطه والمال والجاه وتصفيق الرعاع لهم واطلاق النعوت والصفات لقادتهم والى من هذه الخزعبلات الفارغه ومتناسين الفساد والظلم بهذا الشعب ولم يقدمو اليه كأبسط المقومات لكي يصبح شعب يمارس حياته ومعيشته بطريقه اعتياديه كباقي شعوب المنطقه على اقل التقادير فأعذروهم انهم مخمورين ولم يصحو بعد من سكرتهم ولم يخرجو بعد من كهفهم ولاتبالوا لما يقولون ويفعلون وسيصحون بعد ان يتلقوا الضربات على رؤوسهم من الواحد الجبار لانه يمهل ولايهمل عندها يعرفون من هم وفي اي قمقم يعيشون والى مزبلة التاريخ وفي جهنم خالدين بفسادهم وظلمهم هذا وسكرتهم هذه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك