حيدر حسين سويري
كتبنا في المقال السابق عن ماجرى في الانتخابات البرلمانية العراقية وتحت عنوان (الاضحوكة " قانون سانتيغو") وما حصل فيه من ظلم واضح وفاضح لبعض المرشحين الذين كانوا اكثر استحقاقا من اخوانهم الذين وصلوا الى المقاعد البرلمانية ، وكما يقال (ان مهمة الكاتب والفيلسوف هي طرح الاسئلة وعرض المشاكل) ، وعلى الاخرين من المسؤولين والمختصين ان يبحثوا عن حلول وتعديلات لتلك المشاكل ..... ولكن لتعدد مشاغل البعض من المسؤولين وكثرتها !! ولقلة خبرة ومعرفة البعض الاخر !! ولبعد الكثير منهم عن التخصص الصحيح في المجال الموكل اليه !!! وغيرها من الاسباب (السودة والمصخمة!!) .....
نحن في العراق تعلمنا ان تمسي امورنا كلها بالعكس ( ونمشي عكس العالم) !! فالشعب هو المبتلي بالسياسين ويحل مشاكلهم !! (على عكس باقي دول العالم) والشعب هو الذي يبني ، والسياسيون هم من يقومون بالتخريب ، والشعب هو من يساعد على التطور وانتشار التعليم ، والسياسيون هم الذين يحاربون التطور والتعليم !! ... وسؤالنا :الى متى سيبقى هذا الوضع ؟!! والجواب لايعلمه الا الله والراسخون في السياسة !! ....
احاول اليوم ممثلاً غير رسمي عن الشعب المسكين (بالرغم من اني احد ابناءه الذين لم يفارقوه ساعة واحدة) ، لأن اصحاب (اعضاء) البرلمان هم الممثل الشرعي (للخمط والنهب) للشعب!! ,,, احاول ان اجد حلاً وتعديلا لقانون الانتخابات الفاشل كما أوضحنا في المقال السابق ..... وهو ، وبكل بساطة وبدون لف ودوران أو أية تعقيدات مبين في الفقرات الاتية :
1. يتم (في بداية الامر) فرز الاصوات الخاصة بكل مرشح داخل كتلته .
2. يعاد ترتيب تسلسل المرشحين وفق النتائج ، مثال كان المرشح أ تسلسل 1 وحصل على 1000 صوت وكان المرشح ب تسلسل 12 ولكنه حصل على 2000 يعاد التسلسل بحيث يصبح المرشح ب مكان المرشح أ وهكذا ......
3. توزع الاصوات التي لم تحدد مرشح بعينه وانما انتخبت القائمة فقط على ضوء التسلسل الجديد ولكن ابتداءاً من المرشح الاعلى ترتيباً (كما في فقرة 2) حتى وصوله للعدد الذي يمكنه من الحصول على المقعد النيابي وبالتسلسل ...
4. توزع اصوات المرشح الذي حصل على اعلى من الاصوات المطلوبة والتي تمكنه من الحصول على مقعد البرلمان الى الذي يليه بالتسلسل (فقرة 2) فأن لم يكن محتاجاً ذهبت للذي بعده وهكذا ...
بهذا نكون انتهينا من العد والفرز داخل الكتلة الواحدة وهو امر اتصور مقنع ويحقق ويرضي الجميع ، وان المهم والذي سيعالج الخلل الذي اشرنا اليه في المقال السابق هو ما سيأتي بيانه في الفقرات التالية :
5. نعود للعمل بما نصت عليه الفقرة 2 ولجميع المرشحين من جميع الكتل وبذلك نكون حقاً انصفنا الجميع ولا تكون هناك كتلة خاسرة برمتها !!!
6. هنا نطبق قانون كوتة النساء ونختار العدد المطلوب منهن وفق هذا التسلسل (فقرة 5) ونعطي اصوات صاحبات العدد القليل الى المتقدمات ...
7. نقوم بتوزيع الاصوات القليلة الباقية اولاً على النساء ليصلن الى العدد المطلوب وثانياً على الباقين وفق التسلسل كما في الفقرة 3 وبغض النظر عن القائمة .
وبهذا نضمن بأننا لم نبخس حق اي احد ونعلاج الخطأ الذي حصل مع المرشحتين ، تلكما اللتين اشرنا لهما في المقال السابق ....
أعرف جيدا انهم لا يقرؤون واذا قرأوا لايفهمون (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً [الإسراء : 46]) واذا فهموا لا يفعلون (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً [الإسراء : 41]) .... فإن لله وإنا اليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل ... لقد ابرئنا ذمتنا امام الله وامام الشعب ان تقولوا : لا ندري ، لانعلم ، وكما يقول القرآن (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً [الإسراء : 45]) اي انكم لو كنتم حقا تخافون الله ولديكم ضمير يخشى الحق ولا يريد الباطل لاستمعتم لقولنا ولأخذتم المشورة والنصيحة مجاناً ومن غير المستشاريين الذين يأكلون بأموال الشعب ولا يدري الشعب ولا يعرف عنهم شيئاً .....
https://telegram.me/buratha