المقالات

الحكومة..والقرارات الدوانيقية

1511 14:35:23 2014-06-06

المهندس زيد شحاثة

يعتقد معظم الناس, وفي مختلق دول العالم, أن الحكومة تعمل لخدمة المواطن وتوفير احتياجاته, وتسيير أمور البلد.
تتنافس معظم الأحزاب والتيارات السياسية , لكسب رضا الجمهور , من خلال عرض الرؤى والمشاريع, لتقديم الأحسن من الخدمات, وإدارة موارد البلد بأفضل صورة, ناهيك عن تطوير الاقتصاد, وإعلاء شان الدولة سياسيا و امنيا, وغيرها من قضايا الشأن العام.
يفترض أن يكون محور اهتمام الدولة, الفرد والأسرة, وكيفية تحسين حياتهما, وخصوصا لدولة مثل العراق, لازال اغلب أفرادها يعيش بمستويات تقارب خط الفقرة لدول متوسطة أو غنية والتي تملك مثل ما يمتلك العراق من خيرات, أو حتى جزء منها؟!.
يختلف شكل دعم الدول لمواطنها, فمرة يكون دعما نقديا مباشرا, وأخرى بودائع لأجيال المستقبل, وأحيانا بشكل إلغاء ديون أو قروض أو رسوم أو ضرائب, أو تقديم خدمات مجانية, أو دعم سلع مهمة, على اعتبار أن المواطن هو مالك كل تلك الثروة.
سبق أن أعلنت الحكومة العراقية وقبل عدة أشهر من الانتخابات عن زيادة في الرواتب, وخصوصا للدرجات الوظيفية الدنيا, وكان هدف الزيادة تحقيق العدالة بين مستويات الرواتب, وهو إجراء حسن بل ومطلوب, أي مراجعة الأجور بشكل دوري, إلا انه إجراء تأخر تطبيقه حينها لعدم إقرار الموازنة, ثم طبق لاحقا وبقرار حكومي دون انتظار الموازنة.
لم تحقق تلك الزيادة الهدف المرجو منها, لأنها أنحصرت بفئات قليلة من الشعب, ولم تحقق شيئا على المستوى الاقتصادي للبلد, بالإضافة للكلام الذي أثير من فرقاء سياسيين, خارج وداخل الحكومة نفسها, من أن الهدف من الزيادة كان إعلاميا انتخابيا فقط.
صدر قرار حكومي لاحق, لم يعلن عنه أو يطبق في حينه, يقتضي باستقطاع "10%" من الرواتب , كاستقطاعات تقاعدية, وبأثر رجعي, وتم الإعلان عنه وبدأ تطبيقه بعد انتهاء الانتخابات, وهو استقطاع سيبتلع الزيادة , وربما يتجاوزها خلال الأشهر الأولى لتطبيقه؟!, أي أن ما أعطته حكومتنا باليمين أخذته باليسار؟!. لا اعرف أن كانت خزينة الدولة لا تستطيع أن تغطي تحمل الدولة لتلك الفروقات؟ على الأقل الأثر الرجعي منها؟.
يروى أن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور وعندما كان يبني بغداد, وزع على عماله عددا من الدانقات," والدانق هو عملة اقل من الدرهم", ولكنه وبعد انتهاء الأعمال جمع منهم ضرائب بمقدار"40 درهما", حتى قيل الشعر في هذه الحادثة وفي بخله؟!.
يبدوا أن حكومتنا اهتدت إلى الفكرة, وطبقتها, تأسيا بالخليفة..الدوانيقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك