المقالات

سنة العراق بين مطرقة رجال الدين وسندان السياسيين>>>

1311 00:45:59 2014-06-02

سليم الرميثي

عقد من الزمن مرّ على التغيير في العراق ولازالت اثار الدكتاتورية السيئة باقية في عقول الكثير من المجتمع العراقي ولانظنها تغادر تلك العقول وربما تحتاج الى عدة اجيال.. وهذه العقدة الموجودة هي سبب مآسي الشعب العراقي بكل اطيافه ومكوناته وليست حكرا على السياسيين فقط..
وحتى نكون منصفين اكثر ونقولها بصراحة ان عقدة الدكتاتورية موجودة وبشكل اكثر وضوحا عند المجتمع السني بالتحديد اكثر من غيره بكثير وهذا واضح حتى من خلال مثقفين وكتاب من الطائفة السنية وواضح ايضا في كل خطابات رجال الدين والسياسيين السنة في العراق وفي جميع الدول العربية والاسلامية..
السنة العرب بشكل عام والعراقيين بشكل خاص لن يتقبلوا الاخر الاّ تحت سلطتهم وامرتهم ولايفهمون ولايريدون ان يفهموا ان للاخر حقوق مثل ما لهم وعليه واجبات مثل ماعليهم وهذا مايحدث الان في بلادنا..نحن هنا نتكلم بشكل عام ربما هناك استثنائات ولكنها غير مؤثرة بل هي ميتة في مهدها ان ظهرت..
مايحدث في المنطقة الغربية من العراق هو نتاج تلك العقليات المنغلقة والتي تفضل سفك الدماء والقتل والخراب على الحوار والتفاهم مع الدولة رغم سلبية الدولة احيانا معهم ولكن هذا لايستوجب قتل الابرياء في المدن وشوارعها وجلب الغرباء للانتقام من الناس الابرياء بغضا بالحكومة او السياسيين..
السبب الرئيسي في جعل العراق دولة فاشلة وليس الان فحسب بل منذ تأسيسه هو العقليات المتفلسفة والتي تؤمن و تعتمد بشكل هستيري على افكار اصحابها ماتوا و لم يستطيعوا تنفيذها وتطبيقها حتى في زمان وجودهم..وان هذه العقليات لاتؤمن الاّ بالخرافات والاساطير التي دونها الاموات منذ قرون ولازال البعض متمسك بها مع علمه بان الذي كتبها لم يستطع تنفيذها وتطبيقها على الارض..
ان مايحدث في الانبار هو ليس صراع بين الدولة واهالي المنطقة فقط بل هو صراع مصالح بين اهالي المنطقة وهو نتاج لتاريخ مملوء بالخرافات والاساطير المنسوجة من الخيال وهذا مانسمعه كثيرا ممن يدعون انهم رجال دين او سياسة او شيوخ قبائل ونحن واثقون ان الدولة لو خرجت بكامل ثقلها من تلك المناطق الغربية فسيبقى الصراع والحروب والتفجيرات الى ان يشاء الله وهناك الكثير من الشواهد على مانقول..لذلك نرى ان المجتمع السني وقع بين مطرقة رجال الدين وسندان السياسيين..
كم من المرات التي نسمع ونشاهد بها شيوخ الدين والعشائر في المناطق الغربية وهم يعتلون المنصات ويهددون كل من يخالفهم بالذبح والقتل والحرب ويرفضون الحوار حتى مع انفسهم لذلك لانجد مكانا لكثير من العقلاء والمخلصين في هذه المناطق وان تكلموا فانهم دائما متهمون بالخيانة والعمالة وما الى ذلك من المسميات التافهة والباطلة..فلذلك نقول ان الاخوة السنة في العراق مبتلين كما هو حال باقي فئات الشعب..
العراق الآن بحاجة ماسة الى رجال بناء واصلاح مخلصين اكثر مما هو بحاجة الى رجال سياسة هم في اكثر الاحيان منافقون حتى مع انفسهم..المرحلة التي يمر بها الشعب العراقي هي عبارة عن مرحلة زمنية سوداء وخالية من اي لون فاتح لما يحمله هذا الشعب من تراكمات عصبية وقبلية وحتى طائفية... ولايمكن ان نصف ماموجود في بلدنا ونقول انه صراع سني شيعي فقط بل هو عبارة عن صراعات مزمنة حتى بين افراد الطائفة الواحدة وليس هذا فحسب بل تصل هذه الصراعات المريرة احيانا بين العشائر في المدينة الواحدة ووصل الامر حتى الى تقسيم المدينة الواحدة في العراق الى شرقي وغربي وهذا ظهر جليا في الانتخابات الاخيرة ناهيك عن صراع الاقضية والمحافظات..طبعا كل ذلك يعود الى ان الدولة العراقية الحديثة لازالت تتعكز على عصى خاوية يمسكها المتصارعون على السلطة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك