الحاج هادي العكيلي
تعلمون إن لكل الأشياء نهاية صلاحية ، وحتى الحكام والرؤساء لهم نهاية صلاحية سواء كان عن طريق الدستور أو عن طريق الانتخابات أو عن طريق التظاهرات والاحتجاجات أو عن طريق السلاح والانقلابات أو عن طريق التنازل . والمالكي انتهت صلاحيته بانتهاء الولاية الثانية فلا يصلح أن يتولى الولاية الثالثة للأسباب التالية :ـ
1ـ فشل الحكومة في إيقاف العنف المتصاعد بسبب اللازمات السياسية المتتالية ، وان بقاء المالكي لولاية ثالثة سيزيد من العنف والتوتر الطائفي .
2ـ تحالفاته مربكة وغير موثوق به من اغلب الإطراف السياسية العاملة على الساحة السياسية العراقية .
3 ـ زيادة تدهور علاقة الحكومة الاتحادية بالمكونات العراقية ومنهم الأكراد والسنة وحتى بعض الأطراف الشيعية .
4 ـ كثرة الفساد الذي نخر جسم الحكومة دون أي علاج يذكر ، وأصبح العراق يحتل مرتبة متقدمة في الدول الأكثر فساداً في العالم .
5 ـ عدم تمسك إيران بشخص المالكي بل تمسكها بقوة الشيعة في العراق .
6 ـ عدم وجود انجازات حقيقية للحكومة على مدى ألثمان السنوات التي مضت .
7 ـ محاربته للمرجعية الدينية في النجف الاشرف وتهديدها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية .
8 ـ عجز أن يمرر نفسه بطلاً شيعياً رغم دخوله الانبار .
9 ـ استمراره في قمع معارضيه .
10 ـ احتمالات عودة الحرب الأهلية في حالة توليه الولاية الثالثة .
11 ـ انتهاك الحكومة للحقوق الأساسية للمواطنين بزيادة نسبة الاعتقالات العشوائية والطائفية .
12 ـ وجود قائمة طويلة من البدلاء في ائتلافه وفي ائتلاف خصومه .
وفي خضم المعركة الجارية في الشارع السياسي العراقي حول من يترأس منصب رئيس الوزراء ، والتي يصفها البعض بأنها لم تَعنِ بالتوافق على الشخصية التي سوف تتولى هذا المنصب بل للمعطيات الانتخابية ، وهذا ما ترفضه اغلب الكتل السياسية المؤتلفة في التحالف الوطني ، لان المنصب يخضع للحوارات والتوافق وليس لمعطيات الانتخابات البرلمانية ، وهذا ما حدث في انتخابات عام 2005 و انتخابات عام 2010 حيث تم انتخاب رئيس الوزراء على أساس التوافق وليس على أساس العدد .
أن الأزمة الحالية كشفت عن حاجة العراق إلى شخصية رئيس وزراء يقبل به الشارع والقوى الوطنية الكبرى ولا يرفض من أي طرف . فقد تجاوز المالكي كل الأخلاقيات السياسية وهو ينتهج اليوم سياسة معاوية لا سياسية علي بن أبي طالب عليه السلام ، وتبقى الحقيقة الغائبة بأن المالكي قد انتهت صلاحيته .
قد نسمع أن المالكي قد يتنازل عن تولي الولاية الثالثة خدمة لمصلحة الشعب والوطن ، ولكنه سيتخذ حلية كما كان صدام يتخذها عندما كانت الضغوطات الدولية والعربية تطالبه أن يتنحى عن الحكم لتجنب الشعب العراقي وليات الحرب ، ولكنه لم يصغي إلى هذا الأمر . فكان يأمر جلاوزته بأن يتظاهروا في الشوارع في جميع المحافظات ويهتفوا (( ما نتنازل عن أثنين العراق وصدام حسين )) وكأن الشعب هو الذي يطالب بذلك .وبالأخير ماذا صار بصدام حسين ؟ لان صلاحيته انتهت .واليوم المالكي يريد أن يلعب نفس اللعبة التي لعبها صدام بتحشيد بعض المرتزقة المدفوع لهم الثمن ليتظاهروا في الشوارع مطالبين بتولي المالكي الولاية الثالثة . ولكنهم لا يعرفوا أن المالكي أصبح expire .
https://telegram.me/buratha