المقالات

السياسي الشريف...أين نجده؟؟

1162 13:25:12 2014-05-29

الدكتور يوسف السعيدي

السياسي المخلص هو من يؤمن بان المنصب مسؤولية وانه تشريف وتكليف.... والسياسي المحنك هو الذي لا يتعامل بالراهن وحده انما من تشرأب عيناه وفكره الى المستقبل وما يحمل من امكانات ومن معوقات ومن مصادفات... والسياسي الحكيم هو من يوقن بان الناس قد يقتاتون على الوعود والشعارات ردحاً من الزمن.... ولكن يأتي يوم لا يصدقون فيه وعداً، ولا ياخذون الكلمات بالاعتبار...

فهم يصبرون لكنهم في النتيجة يحاسبون على النتائج الملموسة وليس على الوعود... والسياسي الحكيم هو من لا ياخذه الغرور بالتصفيق والهتاف، وهو الذي لا يغتر بقوته العسكرية، وهو الذي لا يعتمد بان لديه من الاجهزة الامنية ما يحميه كلا ولا الجبال الشامخات بوسعها ان ترد الاذى أو الموت عنه.. وليدرك قول الحق تعالى " اينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " والسياسي الحكيم هو الذي لا يتعامل على اساس حالة الضعف والوهن عند الطرف الآخر فيتعالى عليه، وينسى عونه فيما مضى، ويتنكر للروابط التي رسمتها الطبيعة واقرها الله، فكما ان القوة آيلة للنضوب فان الوهن يستحيل الى قوة بمرور الايام.... والسياسي الحكيم هو الذي لا يرسم اهدافه على اساس ان الفوضى والاضطراب سائدتان في وقت بعينه فكل فوضى زائلة، وكل اضطراب ينتهي ذلك لان الانسان بطبعه مجبول على حب الاستقرار، وان حياته لا تزدهر الا في ظل الامن والسلام... والسياسي الحكيم هو الذي يعرف ما يمكن ان يتحقق من اهدافه وما هو مستحيل التحقيق....

اما لانه باطل، أو لان هناك مواقع ومصدات ذاتية وموضوعية... او لان هناك من لا ترضيه هذه الاهداف وانه الاقوى... ومن الحكمة البليغة ان لا يعتمد السياسي على اي وجود أو عون اجنبي... فالاجنبي لا يعين حباً، ولا شفقة، ولا انتصاراً للحق، انما يوجد ويعين لمصلحة، والمصالح تتغير فاليوم مع هذا الطرف وغدا مع غيره.... واذا كان الاجنبي اليوم صديقا حميما فانه غداً عدو مبين، ثم ان كل وجود اجنبي الى زوال... لست سياسياً... ولا بذي خبرة في شؤون الدول والاقاليم... انما هي محض تهويمات اردت ان اضعها تحت انظار المسؤولين في عراق اليوم... وارجو ان تصل اليهم وان تتسع صدورهم لها فاحيانا بين البقاء والهاوية خيط .....محض خيط.....وكان الله تعالى في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه.. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك