المقالات

شهداء العقيلة فرسان العقيدة

1622 13:18:17 2014-05-29

مجاهد منعثر منشد

يقول امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ):ـ إن أكرم الموت القتل!والذي نفس ابن أبي طالب بيده، لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على الفراش في غير طاعة الله .
في مقال سابق عرفنا الشهادة بانها ذروة الرقي والتكامل في المسيرة الإنسانية .. فهي الوعي والاختيار وخلو الانسان من ميوله الذاتية ..وهي لباس التقوى .و عمل بطولي يبعث على الإعجاب والإفتخار.
وان الشهادة تكسب قداستها من صفتها التضحوية الواعية على طريق الهدف المقدس.
والإستشهاد، هو الموت الذي يتجه نحوه القتيل تحقيقا لهدف مقدس إنساني، أو (في سبيل الله )، على حد التعبير القرآني، مع ما يحتمله أو يظنه أو يعلمه من أخطار في طريقه .
وروح الشهيد عند الله تعالى لها درجات عالية جدا ,فنتيجة حبه لله عزوجل وعشقه للخالق يريد لقاء ربه باسلوب يرضها سبحانه ,ولذلك من الدرجات الممنوحة للشهداء انهم امراء الجنة .
واذا اردنا تقدير حالة الشهيد نجد الفرق واضح بينه وبين من يتوفى على الفراش ,فغير الشهداء ممن يتوفاهم الاجل المحتوم تطبق عليهم الاحكام الشرعية من غسل تلك الاجساد ووضع الكفن عليها لتذهب وهي طاهرة ,ولكن اجساد الشهداء تستثنى من هذه الاحكام ,فالشهيد يدفن بدمه وملابسه كون درجته عند الله تبارك وتعالى عالية جدا حتى بلغت من السمو والطهارة بأن آثارها على جسد الشهيد وعلى دمه، بل وحتى على ما يرتديه من لباس ,فروح الشهيد الطاهرة مع علو فكره وسمو تضحيته جعلت جسده ولباسه يكتسب الشرف من طهر روحه.
ان الشهيد كالشمعة التي تحترق وتفنى لتضئ الطريق للآخرين..
وبشهادته يبعث الروح في القيم الإنسانية الميتة أي الاشتعال والإضاءة, الانصهار والانحلال في جسم المجتمع من أجل بعث الحياة في هذا الجسم.
و يكتسب الشهيد صفة الخلود عن طريق تقديم كل وجوده وحياته .. لا عن طريق تقديم جزء من وجوده وشخصيته، كما يفعل غيره من الخالدين .
وشهداء العقيلة السيدة زينب بنت امير المؤمنين (عليه السلام) قدموا وجودهم وحياتهم من أجل حماية مرقد السيدة المقدسة .
ولم يذهبوا من اجل مبلغ مالي ,أو يرجو الشهرة ,فلا معنى للشهرة اذا فقد الانسان حياته .
وعملهم لم يكن هدفه طلب الجاه او المنصب الدنيوي ,وأنما الهدف المذكور اعلاه (حماية المرقد الطاهر ) الذي هو من أهم مقدسات العقيدة ,فمن خلال هذه الحماية ووجود هذا الاثر الخالد يستطيع اتباع العقيدة زيارته بكل امان ,فالزيارة والوصول لضريح السيدة زينب (عليها السلام) كانت بسبب تضحيات فرسان العقيدة الذين استشهدوا وهم يلوذون بدفاعهم المقدس ,فقدموا دمائهم الطاهرة واجسادهم قربانا لله تعالى من اجل الهدف والغاية .
وهذا موقف عملي وبطولي كبير لايتوفق له كل انسان ,فقد ذهب من رجال العقيدة الكثير لكن تقديرهم ليس كتقدير الشهيد ,فالاحياء منهم من نال وسام عن طريق اصابته واخرين بذلوا جهودا كبيرة ,لكنهم لم يستشهدوا اما بسبب انهم كانوا يريدون تقديم ارواحهم كهدية لله تعالى بعد ان يتعبوا الاعداء في الوصول اليهم ,أو لديهم بعض الذنوب التي لاتؤهلهم للشهادة ,فكانت حجاب وحجز ,أو انهم في حالة اعداد لزمان ووقت ومكان اخر ليس في ذلك المكان ,فمن يقدر وقت استشهادهم هو الله تبارك وتعالى .
فعليهم الاخلاص والدعاء لينالوا درجة أخوتهم الشهداء .
أن موقف الشهيد يحدد مستقبل شخص نذر نفسه من أجل عقيدته ,فالمستقبل المقصود هو اللقاء مع الله سبحانه وتعالى وهو راضي عن هذا الموقف ,فموقف الشهيد وجهاده من اجل القضية العادلة يستحق ان نحني له اجلالا وتقديرا وتعظيما لما قدمه من موقف .
وليعلم كل جنود العقيلة السيدة زينب سواء الرجال الذين ذهبوا لحماية مرقدها الطاهر او من كان ينوي ذلك لكنه لم يوفق بان كل عقيدة مجدها وعظمتها وعزتها يتوقف على مواقف رجالها من القضية ,فاذا كانت تلك العقيدة صادقة سوف يلاحظ ماقدم ويقدم رجالها من ضحايا كقرابين لله عزوجل. 
وذلك يعني بان الذين ذهبوا ولم يوفقوا للشهادة ومن كانت نيته الذهاب ولم يوفق عليهم بالدعاء لينالوا الشهادة وحتما فان كل صادق في دعاءه لابد وان تتاح له تلك الفرصة الثمينة. 
ولكي يكون اتباع العقيدة من فرسانها لابد لهم أن يبتعدوا عن زخارف الدنيا والتعلق فيها ,فمن يريد مقاومة اعداء العقيدة عليه ان يجند نفسه لحماية كيان رموز العقيدة المتمثلين في المرجعيات الدينية المعروفة ,فهنالك خطر وتهديد مستمر يريد القضاء على الحوزات العلمية والمراجع الاعلام. 
وهذا الخطر والتهديد يحتاج الى وجود مقاومة لاتكون اكبر همها السياسة أو الوصول للمناصب ,وانما عملها المتواصل لمدة 24ساعة هو حماية العقيدة (العتبات المقدسة في كل مكان , رموز العقيدة (المراجع ) ,حماية اتباع العقيدة من الافكار الضالة وعملاء العدو الذين يتلبسون بزي وغطاء المرجعيات عن طريق القضية المهدوية ,فهؤلاء المدعين لاوجود لص

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك