قاسم العجرش
قال لي محدثي: ألا تجد أن كثرة الحديث عن التغيير، والكتابة عنه بلا توقف نوع من الثرثرة والهذيان؟ ولماذا أنتم معشر الكتاب تستمرون فى الكتابة عنه وبلا ملل، رغم عدم حدوث تغيير، ودون رجاء حدوثه؟!.
أجبته: أما حديثك عن إعتبار الكتابة عن التغيير ثرثة وهذيان، أجيبك عنه: نعم!..نحن نهذي ونثرر، شأننا شأنك وشأن باقي العراقيين، الذين نحن "الكتاب" منهم، لأن العراقيين أبناء التاريخ وصناعه، ولأن التاريخ «ثرثار مهذار»، ويحب كثرة ترديد الكلام، وأنه ما فتيء يعيد نفسه، ولذلك نكتب بلا توقف!
قال لي إذن هل أن التاريخ يعيد نفسه؟
أجبته : نعم بالتأكيد؛ والدليل أن صحفنا ومواقعنا الألكترونية، ووسائل إعلامنا جميعا وبلا إستثناء، سوف تعيد ترديد إسطوانة المحافظة على اللحمة الوطنية، وأنه يتعين أن نراعي إنشغالات بعضنا البعض، وأننا شعب واحد موحد منذ الأزل، وأن حمورابي مازال حيا يرزق، مادامت مسلته في متحف برلين! وأن علينا لهذه الأسباب مجتمعة، أن نرسم خطوطا حمراء بيننا، كي نحافظ على وجودنا كدولة، وأن لا يتجاوز بصري هذه الخطوط الحمراء، ويفكر بالزواج من مصلاوية مثلا!
بعدها سألني: وماذا عن التغيير والعملية السياسية؟! إذ يؤكد الساسة أن ذلك سيحصل حتما، وأننا ماضين نحوه بخطى سريعة واثقة، فهل تعتقد حصول ذلك؟
أجبته: أعتقد أن ذلك سيحصل، لكن تاتي تواتي!
قال لي: تقصد بتأن وتؤدة ودراسة وتمعن، أليس كذلك؟
قلت له مجيبا: لا؛ ليس بتأن وتؤدة، فهذا مسار العقلاء البالغين الرشد، الذين يعرفون أين يضعون أقدامهم، ولكن الـ (تاتي تواتي) طريقة سير الأطفال، الذين بدأوا تعلم المسير للتو، ونحن بدأنا مسيرتنا الديمقراطية منذ عشر سنوات فقط، ثمان منها تحت الإحتلال الأمريكي، ولم نشرع بالإعتماد على أنفسنا، إلا منذ نهاية عام 2011 حيث رحلوا في نهاية ذلك العام، أي منذ ثلاث سنوات فقط، بمعنى أننا ومنذ سنة واحدة فقط تم فطامنا!
كلام قبل السلام: ألم تقرأ في القرآن الكريم " حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا"؟!
سلام....
https://telegram.me/buratha