المقالات

أبو غريب والنسب المرتفعة!..

1940 08:04:27 2014-05-25

ماجد زيدان

اعلنت احصاءات عن نسب التصويت في بعض الاماكن في بغداد ، وهي مرتفعة جداً واثارت الدهشة والاستغراب لعدم معقوليتها ولأنها لاتتناسب مع منطق سير الامور والواقع .

فقد ذكرت مصادر سياسية ان نسب التصويت في قضاء ابو غريب بلغت حوالي 90% من الناخبين والقضاء كما هو معلوم، غير مستقر امنيا ً وفيه حوادث ليست يومية وانما في كل ساعة ، فضلا عن انه تعرض الى الفيضان ، والمياه تغمر الاف البيوت فيه ، وتعطلت المدارس ، بما في ذلك التي كانت مراكز انتخابية علاوة على ان الاف الاسر قد هجرت من منازلها   ونقلت الى مناطق اخرى عشية يوم الاقتراع ايانها لم تتمكن من نقل بياناتها الانتخابية وانهالم تدل بأصواتها ، وما يصح على ابو غريب يصح على غالبية مناطق حزام بغداد .

والمفارقة ان دولة القانون الجهة المتهمة بخلق الازمات في القضاء واضطهاد اهله حسب ادعاءاتهم تصدرت القوائم بعدد الاصوات التي حصلت عليها وبفارق كبير عن بقية القوائم ، والمعروف ان هذه البيئة ولاءاتها محددة ولا يعقل ان تكون لغير الجهات السياسية العاملة والناشطة في صفوفها ، يمكن ان تتبدل الامزجة الانتخابية ولكنها تبقى في نفس الوسط والمحيط السياسي .

بعض القوى السياسية تشير الى ان النسبة المعلن عنها لم تتحق في مناطق اكثر استقراراً وآمنة جداً وذات ولاء يكاد ان يكون مغلقا ومع ذلك لم يذهب اهلها بهذه الكثافة ولا صوتوا الى الجهة المحسوبين عليها بهذا الحجم .

اليوم ، حديث الشارع الذي يتصيد مثل هذه المفارقات ان الانتخابات غير نزيهة ويتهمون بعض اطراف المفوضية المستقلة للانتخابات بالتزوير لصالح جهات محددة ، وباتت بعض الوقائع مثالا للتندر والسخرية .

للاسف الشديد هذا التشكيك الواسع ، بل الذي تصر بعض الاطراف على انه حقائق واقعة اسقط هيبة العملية السياسية والانتخابية وبالتالي الحكومة المقبلة قبل ان ترى النور ، لا ندري كيف ستتم ادارة البلاد بحكومة مطعون بشرعيتها وتدعي ربما بعض قواها ان الدلائل والبراهين على تزيف ارادة الناخبين حقيقية ودامغة ولا يدانيها الشك.

نحن اليوم بمشكلة جديدة وازمة اشد من الازمات الاخرى ، حلولها اصعب واعقد ، ونزعت ذرة الثقة المتبقية ، وان الحكومة ستواجه مشاكل لا حصر لها ، ولا يمكن ان تنفذ برنامجا ناجحاً ، بل ان الفساد سيكون عنوانها مادام الطعن في شرفها الوطني بهذه السعة ، وسوف لن تجد اي تعاون من المواطنين لانجاحها .

مرة اخرى تعود بنا الايام الى النسب المزيفة ،الى ما يشبه 99% لا معارض ولا متضرر ولا مختلف تكرار للتاريخ ، ولكنه تكرار ملهاة .

عاش القائد الضرورة !

على اية حال ، القوى والائتلافات السياسية مدعوة الى ملاحقة النسب المرتفعة وبيان صحتها من زيفها ، فهي مسؤولية وطنية قبل ان تكون فيها مصلحة طرف معين ، - طبعا - هذا اذا صح ادعائها وليس كلام يقال لتبرير الخسارة .

17/5/1405245

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك