الحاج هادي العكيلي
يحكى أن رجل كان ماراً ليلاً في أحد الأرياف ، فأعترضه مجموعة من الصقور تتهادى وتعرج مرتدية نظارات سوداء ، ماسكة بعضها البعض ، فأعتقد أنها عمياء ، وتابعها بنظره الى أن وصل إلى قائدهم الذي يرشدهم للطريق السليم .فسألهم : كيف يقودكم غراب ؟!!! قالوا أنه ليس بغراب ، أنه قائدنا ، وأخذ الغراب ينعق . قالوا : أنك لا تفهم ، أنه يغقغق حتى يبعد عنا الأعداء . وطال الحوار بين الرجل والصقور العمياء ، ولاحظ الرجل أن هناك من ينظر إليه وكأنهم يرونه ، ورأى أحدهم ينزع النظارة لينظفها ، فسألهم في دهشة : أ تبصرون ؟!!! وما أن سمع الصقور العمياء المبصره قول الرجل حتى انهالوا عليه نقراً وطرحوه أرضاً ، كانوا لا يريدون أن يعلم أحد أنهم يبصرون ولا يحبون أحد أن يذكرهم ، أنهم ما عادوا يحلقون .وظلوا سائرين وراء الغراب حتى استوقفتهم دورية دجاج تحرس المكان، غريبة الشكل، آذانها كبير وأعينها صغيرة، وأياديها باطشة.
أمروا القافلة بالوقوف وشرعوا في تفتيشهم والغراب ينعق.
سأل أحد الصقور كبيرة الدجاج: على أي شيء تبحثون؟
قالت الدجاجة: نفتش عن مواد قاتلة تنوون رميها علينا.
قال الصقر الأعمى المبصر: لم ننو هذا ولا نملك مواد قاتلة.
الدجاجة: بل تنوون وها أنا قد وجدت الدليل القاطع.
الصقر: إنه شعير نختزنه مع الطعام.
الدجاجة: بل تختزنونه لتستوحوا منه المبيدات.. سوف نودعكم السجون.. سوف نبيدكم جميعا.
فنادت الصقور الغراب: أيها القائد سيقتلوننا.. ولكن الغراب بدأ ينعق..
وأخذت الصقور تغقغق، إنه غراب لقد صدق الرجل..
ها هي الأيام تؤكد إن قادة ائتلاف دولة القانون والذين يطلق عليهم ( الصقور العمياء ) تساقطوا في الانتخابات البرلمانية وخسروا مقاعدهم البرلمانية حسب نتائج الانتخابات الأخيرة " وهؤلاء الصقور هم رئيس لجنة الأمن والدفاع حسن السنيد ورئيس كتلة دولة القانون البرلمانية خالد العطية ورئيس لجنة الثقافة البرلمانية علي الشلاه والنائب كمال الساعدي . وما أكثر الصقور العمياء المبصرة من الشعب العراقي التي ذهبت الى الانتخابات البرلمانية وصوتت لقائدهم الذي قالت لهم المرجعية الدينية أنه غراب ولكنهم لم يسمعوها ، كما لم تسمع الصقور الرجل حينما قال ان قائدكم غراب ، أنه ينعق . وسيأتي يوماً للشعب ( يغقغق ) أنه ... غراب . فمنهم من لم يبقى أمامه سوى أن يرتدي النظارة السوداء ويتخلى عن صفة الإبصار.. ومنهم من يستغنى عن نظارته السوداء ويواجه الواقع، ومنهم من يطير دون رجعة.. ومنهم من انكسر جناحه وأصبح طريح عشه.. ومنهم من نفض الغبار عن ريشه وأصبح حرا يحلق.. رغم أن المكان لم يعد مكانه بسبب التغيرات التي حصلت.. ولكن حبه لتلك الأرض جعله يقاوم أي فكرة تبعده عنها..
قد يجلسوا يكابدوا الهزيمة وهم يرتدون لباس الهيمنة ، فقد يموتوا ويموت معهم غرابهم بلباس الهيمنة بحثاً عن كرسي الرئاسة ويفقدوا الحياة السياسية بأسرها . كما فقدها غيرهم في انتخابات عام 2010 ، فاعتبروا يا أولي الألباب .
https://telegram.me/buratha