عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُونَ صدق الله العلي العظيم
سوره آل عمران ؛ آبات
الحمدُ لله نَحمدهُ ونستعينه وَنَستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين .
السلام عليكم ايها الاخوة الكرام والاخوات العزيزات
نستذكر هذه الايام اكبر جريمة وقعت في التاريخ ضد البشرية من حيث هول الصدمة التي اوقعتها على الشعب العراقي والانسانية جمعياً وهي صورة من صور الحقد والكراهية التي تمثلت في قيادة هذا الحزب تجاه هذا الشعب الصابر وحملت الكثير من صور الخسة والنذالة وخاصة ضد جزء مهم وعزيز من مكوناته إلا وهي جريمة ابادة عشرات الالاف من ابناء هذا الوطن الغالي ومن الكورد الفيليين والتي تندرج في اطار التطهير العرقي...ان الجريمة النكراء التي اقترفها النظام البعثي المقبور وبالذات ضد اكثر من عشرين الف شاب وشابة ابقت أمهاتهم واخواتهم واباؤهم واخوانهم أسرى للحزن الدائم والذين هم اصل العراق بشهادة التاريخ حيث انتزعهم النظام من اهليهم و اعتقلوا وتم تسفير عوائلهم بعد ان جردوهم من مستمسكاتهم القانونية واموالهم ومن ثم ايداع شبابهم غياهب السجون والمعتقلات لاعوام طويلة حيث تعرضوا خلالها الى اقسى انواع التعذيب والضغوطات النفسية ومن ثم استخدام البعض منهم في المختبرات الكيمياوية التابعة للتصنيع العسكري المشؤوم وتعرضهم الى شتى انواع الغازات السامة اوجعلوهم دروعاً بشرية في الحرب المفروضة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية في سنة 1980...وما بعدها
نعم ايها الحضور الكرام:
لقد غيب النظام البعثي الفاسد هذه الطليعة من الشباب الابرياء لالذنب لهم سوى انهم من الكورد الفيليين.
لقد حرم النظام الافاً من الامهات من رؤية فلذات اكبادهن جاعليهن منتظرات شاخصات الابصار نحو الابواب على امل عودة ابنائهن عليهن وعلى مدى ثلاثة وثلاثين عاماً اواكثر { فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ}وهم يعتصرهم الم الفراق والانتظار...والاخوات من رؤية بشاشة ورعاية الاخوان...والاباء من الاتكاء على ابنائهم عند الكبر...والاطفال بالتيتيم والعوزحيث لامعيل لهم ...والزوجات بفقدان مظلة حياتهن والامين عليهن.والاكبر والادهى من ذلك كله الوطن العراقي بفقدان تلك العقول والطاقات التي كانت جلها من اصحاب الشهادة والكفاءات والخبرات العلمية والمبدعين ومن الضمائر النيرة الذين كانوا يتصفون بالصدق والامانة والكرم ...شيمتهم وشيم ابائهم واجدادهم الوفاء للوطن ...لقد خلدهم التاريخ بصفحات من نور .... انهم كواكب العراق الزاهرة....انهم احياء في قلوبنا جميعاً واحياء عند ربهم يرزقون.وكما قال رسولنا الكريم بحقهم( أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل .. )وقال (ص): ( ما من نفس تموت لها عند الله خير يَسُرُّها أن ترجع إلى الدنيا الا الشهيد فانه يسره ان يرجع الى الدنيا فيقتل مرة أخرى مما يرى من فضل الشهادة )...
لقد اقتحموا الظلم فتحولت كلماتهم الى اوسمة
ولذلك قال الشهيد وهو يحلق في السماء :
لا تحزنوا يا إخوتي .. إني شهيد المحنة
و كرامتي بشهادتي .. هى فرحتي و مسرتي
و لئن صرعت فذا دمي ..يوم القيامة آيتي
الريح منه عاطر .. و اللون لون الوردة
آجالنا محدودة .. و لقاؤنا في الجنة
لقاؤنا بحبيبنا .. محمد والصحبة
و سلاحنا إيماننا .. و حياتنا في عزة
...نعم شعاراتهم تعيش في ضمائرنا... وحياتهم ملحمة تتغنى بها الاجيال القادمة...ومخلدون عند بارئهم وشهادتهم ناقوس في قلب الزمن .يأسرونه وهم حركته .ومحوره ووحدته وحياتهم يمضي الزمن ولايمضون . الاحياء الذين لايموتون . انهم زاد العراق . انهم الشهداء الاحياء في وجدان شيوخونا وامهاتنا والاجيال القادمة جيلاً بعد جيل سلام من الله عليكم وعلى اراوحكم واجسادكم...لقد نورتم الطريق ووشحتم قلادة المجد على صدور اهليكم وشعبكم انكم فخر الامة و عزتها وطبتم وطاب الارض التي دفتم فيها والسلام على المرسلين...
السلام شهداء الاسلام
تحية اجلال واكبار لشهداء العراق
المجد والخلود لشهداء الكورد الفيليين
https://telegram.me/buratha