المقالات

الديمقراطية العراقية. سفن بربابنة غير ديمقراطيين!

1508 17:57:50 2014-05-19

قاسم العجرش

أتساءل بيني وبين نفسي؛ وربما يفعلها غيري: هل يغدو بلدنا أقرب الى ديمقراطية حقيقية، عقب كل ممارسة انتخابية جديدة؟

بمعنى أكثر تحديداً فإن السؤال يكون: هل تقدمنا في المسار الديمقراطي، بعد عشر سنوات من أول ممارسة ديمقراطية لنا، أثر زوال نظام القهر الصدامي؟

الإجابة تمثل أمامنا مسلمة؛ تفيد بأن التغيّرات الناجحة في التاريخ، هي تلك التي تغيّر الإنسان وليس فقط أنظمة الحكم، وهي التي لا تطيح بنظام حكم؛ بقدر إطاحتها بثقافة وعقلية متسلّطة تسود المجتمع.

وفقاً لهذا الفهم؛ فإن النتائج المتحصلة من العمليات الانتخابية المتكررة، لا يمكن رؤيتها بوضوح، إذا ما اقتصرت رؤيتنا على الحراك السياسي، وعلى النتائج المترتبة عليها، من قبيل تشكيل حكومة جديدة، ومجلس نواب، وتوزيع للمناصب..

إذا كنا نتحدّث عن تغيير بعد نيسان 2003، كلحظة فارقة في تاريخ العراق السياسي، فإن الحراك السياسي الذي يسبق الانتخابات ويليها شيء، وبناء الديمقراطية شيء آخر؛ إذ أن الحراك السياسي تتحكم به وتحكمه السياقات الحزبية، والديناميكيات الدستورية، أما بناء الديمقراطية؛ فهو ثقافة لا يمكن رؤيتها وتلمّس آثارها، إلا بعد عمليات التغيير بسنوات عديدة، لأن الديمقراطية ثقافة، والثقافة تتشكل بأساليب مختلفة، عن أساليب تغيير الأنظمة والسياسات والقيادات، ولأن التغيير الثقافي يعني تغييراً في العقل، وليس في تقنيات الإدارة والحكم.

غير أن التغيير في العقليات، وإنتاج ثقافة ديمقراطية؛ يرتبط بشكل مباشر بسلوكيات الفاعلين والنخب السياسية، ويعتمد أساساً على استيعابهم لاشتراطات الثقافة الديمقراطية، وعلى مدى قدرتهم على التفاعل مع المفاعيل، التي يوفرها الجو الديمقراطي العام.

في قضية فهم الديمقراطية؛ مازالت معظم القوى السياسية العراقية، وأغلب القيادات والنخب السياسية، تفهم أن الديمقراطية آلية للوصول الى السلطة، و وسيلة لتبادل سلمي للحكم، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، فإنهم يعتقدون بأن جميع الأساليب مشروعة، بما في ذلك حروب الملفات، وتصيّد الأخطاء، وتتبع العثرات، والعنف والكذب والخداع والتضليل والتزوير، والتخوين والاتهام بالعمالة، وكل ما تبقى في قاموس السيئات، وليست هناك دلائل على أن هؤلاء الساسة، يتوفرون على معرفة بالثقافة الديمقراطية وأدواتها واشتراطاتها، بل أن منهم من يفهم الديمقراطية على أنها دعوة للفوضى !..
كلام قبل السلام: النتيجة أننا نخوض عباب بحر الديمقراطية، بسفن يقودها ربابنة ليسوا ديمقراطيين!
سلام...
قاسم العجرش

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك