المقالات

( لم يفهموا محمدا إلا بعلي )

1611 21:37:21 2014-05-16

محمد مكي آل عيسى

التفاوت واضح وبشكل كبير بين ما جاء به الرسول الخاتم محمد ص من التعاليم والأخلاق والحقائق العلمية الهادية إلى طريق السعادة وبين المجتمع الجاهلي الذي يبعد عن الجو الإسلامي البعد كله 
فالإسلام شريعة جاءت لترتقي بالإنسان كل الإنسان لتصل به إلى أعلى مستويات الكمال المتاح له من الكمالات الإنسانية، والحق أن هذه الكمالات شريفة عالية إذا نالتها النفوس البشرية سمت وارتفعت وحلقت في سماء الطهر والقدس ورافقت النفوس العالية للأنبياء والأولياء ونافست الملائكة.
إحاطة علمية بالحقائق، سمو بالأخلاق وبالصفات النفسية، سلوك عملي صالح فناء في الله ذوبان في أسمائه وصفاته 
كل ذلك الرقي والسمو الذي يرتقي بالإنسان ليكون الإنسان المثالي لا نتوقع أن ينطبق على مجتمع الجاهلية الذي يحمل أدران الشرك في نفسيته وسلوكه ويعيث في الأرض فسادا متجردا عن أي صفات للإنسانية متسافلا بذاته نحو الحضيض الحيواني عابدا لشهواته ورغباته متنكرا لأغلب القيم الإنسانية والمثل السامية فهم بين وائد لابنته ومتزوجا بزوجة أبيه وبين قاطع للطريق ناهبا لحق غيره وبين مستعبد للناس يبيعهم ويشتريهم بأبخس الأثمان.
شريعة الكمال شريعة محمد ص شريعة القدس والطهارة مع الواقع المتدني للجاهلية، كيف يتلاءمان؟
كيف سيفهم هؤلاء الأجلاف هذه الشريعة؟
شريعة حار بها الصالحون والعلماء والاولياء ومرارا قالوا إنهم مقصرون مع هذه الشريعة الحقة 
فكيف سيفهمها الأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله 
كيف سيهجرون ما كانوا عليه من التحلل ويتنظفون ويتطهرون؟ 
كان لا بد من طريقة لإفهام هؤلاء. . . ليعرفوا كيف يتصرفوا 
إنه علي ع علي الذي كان المبادر والمسارع والمنفذ الأول لكل أوامر السماء ما ينطلق الأمر من فم محمد ص حتى بادر علي لتنفيذ الأمر وما نزلت آية تحمل علما فعلي ع أول الواعين أو توجيه فعلي ع أول الممتثلين أو أمرا فعلي ع أول المؤتمرين وهل ننسى آية النجوى التي لم يعمل بها غيره حتى رفع حكمها ونسخت ولو لم يأتمر أحد بها لنزل العذاب على الأمة.
نعم على ع كان الفرد الواعي الذي يسير في الطريق الذي يخطه محمد (ص) فيكون أول السباقين فيتبعه الآخرون مستضيئين بنوره مهتدين بهداه يقدمهم على ع علما ونبراسا فيتعلموا بذلك كيف يتصرفون وماذا يفعلون.
فعلي ع مثل الرمز المؤمن الأول الذي امتثل لأوامر الرسول الأكرم ص فيتبعه بذلك الباقون ولو لم يكن هناك علي ع من كان سيمثل هذا الدور الخطير دور القدوة العملية التي تمثل حيز التطبيق امتثالا وطاعة واستجابة ليتعلم منه الآخرون كيف يتعاملون مع رسول لرب العالمين؟
والله العالم 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
همام عماد
2014-05-17
احسنتم نص رائع ومفيد جدآ جدآ منبثق من العقائد التي يحملها الانسان المؤمن به ألتفاته وتصويب رائعين .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك