محمد مكي آل عيسى
التفاوت واضح وبشكل كبير بين ما جاء به الرسول الخاتم محمد ص من التعاليم والأخلاق والحقائق العلمية الهادية إلى طريق السعادة وبين المجتمع الجاهلي الذي يبعد عن الجو الإسلامي البعد كله
فالإسلام شريعة جاءت لترتقي بالإنسان كل الإنسان لتصل به إلى أعلى مستويات الكمال المتاح له من الكمالات الإنسانية، والحق أن هذه الكمالات شريفة عالية إذا نالتها النفوس البشرية سمت وارتفعت وحلقت في سماء الطهر والقدس ورافقت النفوس العالية للأنبياء والأولياء ونافست الملائكة.
إحاطة علمية بالحقائق، سمو بالأخلاق وبالصفات النفسية، سلوك عملي صالح فناء في الله ذوبان في أسمائه وصفاته
كل ذلك الرقي والسمو الذي يرتقي بالإنسان ليكون الإنسان المثالي لا نتوقع أن ينطبق على مجتمع الجاهلية الذي يحمل أدران الشرك في نفسيته وسلوكه ويعيث في الأرض فسادا متجردا عن أي صفات للإنسانية متسافلا بذاته نحو الحضيض الحيواني عابدا لشهواته ورغباته متنكرا لأغلب القيم الإنسانية والمثل السامية فهم بين وائد لابنته ومتزوجا بزوجة أبيه وبين قاطع للطريق ناهبا لحق غيره وبين مستعبد للناس يبيعهم ويشتريهم بأبخس الأثمان.
شريعة الكمال شريعة محمد ص شريعة القدس والطهارة مع الواقع المتدني للجاهلية، كيف يتلاءمان؟
كيف سيفهم هؤلاء الأجلاف هذه الشريعة؟
شريعة حار بها الصالحون والعلماء والاولياء ومرارا قالوا إنهم مقصرون مع هذه الشريعة الحقة
فكيف سيفهمها الأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله
كيف سيهجرون ما كانوا عليه من التحلل ويتنظفون ويتطهرون؟
كان لا بد من طريقة لإفهام هؤلاء. . . ليعرفوا كيف يتصرفوا
إنه علي ع علي الذي كان المبادر والمسارع والمنفذ الأول لكل أوامر السماء ما ينطلق الأمر من فم محمد ص حتى بادر علي لتنفيذ الأمر وما نزلت آية تحمل علما فعلي ع أول الواعين أو توجيه فعلي ع أول الممتثلين أو أمرا فعلي ع أول المؤتمرين وهل ننسى آية النجوى التي لم يعمل بها غيره حتى رفع حكمها ونسخت ولو لم يأتمر أحد بها لنزل العذاب على الأمة.
نعم على ع كان الفرد الواعي الذي يسير في الطريق الذي يخطه محمد (ص) فيكون أول السباقين فيتبعه الآخرون مستضيئين بنوره مهتدين بهداه يقدمهم على ع علما ونبراسا فيتعلموا بذلك كيف يتصرفون وماذا يفعلون.
فعلي ع مثل الرمز المؤمن الأول الذي امتثل لأوامر الرسول الأكرم ص فيتبعه بذلك الباقون ولو لم يكن هناك علي ع من كان سيمثل هذا الدور الخطير دور القدوة العملية التي تمثل حيز التطبيق امتثالا وطاعة واستجابة ليتعلم منه الآخرون كيف يتعاملون مع رسول لرب العالمين؟
والله العالم
https://telegram.me/buratha