المقالات

في اربعينيته.. البلداوي رحل ليبقى

1670 01:43:41 2014-05-16

عبدالله الجيزاني

عندما تكتب عن الرجال، يكون القلم طوع يدك، فكل ما تريد أن تكتبه بحقهم من صفات العلو والرفعة والسمو، جائز لان استحقاق لهم، ولا نعني الرجال حسب التصنيف الجنسي والجسدي، إنما رجال المواقف ورجال الانجاز، رجال الذي أدركوا في احد المراحل ان الموت، يعني الحياة فاختاروا الرحيل، لتستمر الحياة.

اليوم رغم تلعثم القلم بين أصابعي، اكتب لاستذكر احد هؤلاء ممن زخر بهم تاريخ العراق، لأنهم سطروه بالدماء، واحتضنت الأرض أجسادهم الطاهرة، لأنهم سقوها بالدماء عندما جفت بسبب الانحراف، والظلم والعشوائية على أديمها، نبيل البلداوي سلك طريق شهيد المحراب، وسار عليه واخلص له، وعمل بكل صدق وولاء، ليسود هذا الطريق في حياة العراق، الذي تحولت إلى بركة دم، بسبب انعدام الرؤية وشهوة السلطة، كان الأخ والعضد الوفي كما وصفه السيد عمار الحكيم.

أبن الشهيد الصدر، وبعدها التقى بقائدة مع مرؤسية في لقاء الوداع الأخير، ليشد الرحال إلى الجنوب، حيث بداية رحلة لقاء القائد مع الجماهير، لكن مع ساعات الصباح الأول اختار البلداوي أن يترجل، ليودع العراق من ارض ذي قار، أي صاعقة تلك التي ألمت بتيار شهيد المحراب، ليبكي من الجنوب إلى الشمال، ولتنصب سرادق العزاء من البصرة حتى نينوى.

فنبيل البلداوي حمل الاسم وجسد الفعل، نبيل بكل شيء، جمع الكثير من المتضادات في صفاته، كريم شحيح نرجسي ترابي ، غليظ رحيم، لكن كل منها في محله، جهله الكثيرون، وظلموه لكن مع أول خبر رحيله بكوا حد الإعياء، نبيل البلداوي عرف الرجال وتعامل معهم، قاسي مع التقصير دقيق في التشخيص، كل من عمل معه يخشاه، ويلوذ به، جبل أشم صعب أن يكسر، وصعب أن يتراجع، كان ينقش الصخر ليحقق المطلوب، سهر الليالي وقطع آلاف الكيلومترات، لأجل المشروع، عاش صراع مرير مع تناقضات الساحة ورغبات الآخرين، نسى الأنا ليعيش ل(نحن).

لذا رحل نبيل البلداوي رحيل الرجال، لأنه أدرك طريقهم وسار عليه، محمد باقر الصدر وشهيد المحراب وعزيز العراق، وكل شهداء العراق يقينا استقبلوا نبيل البلداوي، وأكرموه، يقينا أن نبيل البلداوي ألان يجلس بين الشهداء، لكونه كان في رحلة لأداء الواجب والتكليف، واجب التغيير الذي دعت إليه المرجعية العليا في النجف الاشرف، واجب إنقاذ العراق بلد المقدسات من الضياع والتشرذم.

وفي اربعينيته، وبعد أن وضعت الانتخابات أوزارها، نستشعر الفراغ الذي خلفه بيننا آب وأخ وصديق وقائد، نستشعر وبألم لحظات وأيام، كان بيننا ينصح ويعلم ويدقق، وليس لنا إلا أن نردد ما ردده القائد إننا بفقدك يا نبيل لمحزونون، رحمك الله وأسكنك بفسيح جناته مع الأولياء والصالحين، أيها القلب الكبير أيها الطاهر، نم قرير العين، فقد أديت الأمانة وصنت التكليف، ولم تهن ولم تجامل، وكن على يقين أن المشروع يسير ولن يتوقف لأنه طريق الأنبياء والأئمة، ومادامت الدماء الطاهرة من شهيد المحراب ومن سبقوه إلى عزيز العراق إلى دمك الطاهر، تسقي مسيرته، حري بالسماء أن تحفظه، حتى يتسلم الراية صاحبها الشرعي أمل الأمة المرتجى...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك