المقالات

عن مجتمع منافقي السلطة وملمعي أحذيتها!..

3270 09:25:39 2014-05-15

يستمد الإستبداد وما تتبعه من توصيفات، وجوده وقوته من النفاق السياسي، الأمر الذي يفسر بقاء حكام على سدة الحكم عشرات السنين، برغم أنهم أستنفذوا ما لديهم، وباتوا قبورا مفتوحة على جثة!

مما لا شك فيه أن مسألة طول عمر الأنظمة الحاكمة، سيما تلك التي لا تحظى بمقبولية مناسبة، أو تلك التي تعاني من إنفصال بينها وبين الشعب، لعمق الهوة التي صنعتها ممارساتها السيئة، وخيباتها المتلاحقة، وسوء إستخدامها للسلطة، متعلقة بما تقدمه لمناصريها، فبقدر ما تقدم من مناصب ومكاسب وإمتيازات، فإنها تتمتع بدعم الأنصار ومن حولهم، لتتشكل طبقة واسعة عريضة، هي طبقة المنافقين للسلطة..

طبقة المنافقين للسلطة تتسع يوما بعد آخر، لتتحول الى مجتمع لا تهمه سوى المكاسب السياسية والمادية، وبإتساعها تقضم المزيد من جرف السلطة، وتجعل هذا الجرف هار، وكلما تقدم العمر بالسلطة، يزداد حجم مجتمع منافقيها، وتزداد شراهته للقضم، لأنه مجتمع يعرف أن زمنا ليس ببعيد، سينهار فيه جرف السلطة تماما، ومن بعد ذلك الطوفان!..

بإزدياد أعداد منافقي السلطة والمتحلقين حولها، تزداد المشكلات التي يسببونها للسلطة، لأن مجتمع المنافقين؛ لا يتوفر على حد أدنى من الإتفاق الإيجابي، وهو مجتمع بلا ثوابت قيمية يرجع اليها، ناهيك عن أنه مجتمع يسوده الجهل والتخلف وتدني الأخلاق، ما يؤشر مدى هشاشته وضعفه وعدم ثقته في نفسه.

 وتكشف ممارسات مجتمع منافقي السلطة وملمعي أحذيتها، عن شيوع عقلية التغالب لدى أفراده، ما ينتج عنه صراعات بين المنافقين أنفسهم، مما يضع السلطة إزاء مشكلات أضافية، كان بإمكانها عدم الوقوع بها، لو أنها لم تستند في وجودها الى دعم المنافقين السياسيين!..

 بيئة النفاق السياسي تنشط في أوساط  أشباه السياسيين، والإعلاميين والفاعلين في المجتمع المدني، وحتى بعض رجال الدين، فهؤلاء يشكلون قبيلة؛ تستفيد من السلطة على حساب المواطن، في أبشع أشكال الإستغلال البشري، وهم عبيد السلطة وحراس بواباتها.

في المجتمعات المتحضرة المبنية بناءا ديمقراطيا سليما، لا مكان لمنافقي السلطة، لأنهم يمثلون الوجه السيء للمجتمع، بسلوكهم السلبي الذي ستكون نتيجته الحتمية إنحطاط المجتمعات، وهذه سمة تسللت الى مجتمعنا مع كل الأسف!

كلام قبل السلام: النفاق السياسي سوء كله، والسيئة تعم والحسنة تخص..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك