الحاج هادي العكيلي
بمناسبة انتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية ، وقدوم فصل الصيف الحار في العراق ، وتحت شعار (( اهفي .. اهفي .. على الشعب المطفي )) تعقد وزارة الكهرباء العراقية مؤتمرها السنوي لاطلاع الشعب العراقي على أخر مبتكرات صناعة ( المهاف ) بموديلات حديثة وألوان متنوعة والتي يمكن تشغليها من قبل كافة أفراد الأسرة ، وتعمل بالطاقة العضلية بعيداً عن الطاقة البترولية والغازية لتكون أهدأ حتى من ( السبلت ) ، وهي مصنوعة من أوراق النخيل الذي يذكرنا بشموخ العراق كنخيله .
لقد تعود شيخ المتظاهرين في الناصرية الشيخ ( عبدا لزهرة ) سنوياً إن يتظاهر هو ومجموعة من الخيرين من أبناء المحافظة احتجاجاً على زيادة قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة قد تتجاوز العشر ساعات يومياً تحت لهيب حر الصيف اللاهب في العراق ، ويحمل مسؤولية ذلك إلى سوء إدارة ملف الكهرباء من قبل المسئولين عليه ، حيث نعت بعضهم بأنه ( يزيد العصر ) بسبب تصريحاته التي أطلقها بان الكهرباء سوف تستقر في بداية عام 2013 والفائض منها سوف يصدر إلى الخارج ، ونحن في منتصف عام 2014 تقريباً والكهرباء غير مستقرة وزيادة القطع المبرمج إلى ساعات طوال خلال اليوم قد تجاوزت العشر ساعات يومياً .
فقد تظاهر شيخ المتظاهرين هذه السنة لوحده ليجوب شوارع مدينة الناصرية مشياً على الإقدام رافعاً في يده اليسرى ( مهفت ) مصنوعة من أوراق النخل يهف بها ، وفي يده اليمنى مكبرة صوت يطلق من خلالها عنان هتافه ( اهفي .. اهفي .. على الشعب المطفي ) . فقلت له : ما بالك ويا هذا الشعب المسكين ؟ قال : عجبت من هذا الشعب . فقلت له : وما هو نوع عجبك ؟ !! فقال : وجدت هذا الشعب يمشي مع الذئب ويبكي مع الراعي . فقلت له : ماذا تقصد في كلامك يا شيخ المتظاهرين ؟ فقال : بالأمس القريب ومازال الشعب يبكي من تردي الأوضاع الأمنية والخدمية ويطالب بالتغيير ، وقد وجهته المرجعية الدينية العليا نحو التغيير ودعته إلى تغيير الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد ، ولكنه خرج في الانتخابات وصوت إلى الذئب الذي يبكي منه طوال ألثمان السنوات الماضية . فقال : فما بالك من عجب هذا الشعب ؟!! فقلت له : وهل يتحمل الشعب مسؤولية ذلك ؟ فقال : نعم الشعب يتحمل المسؤولية الكاملة ، لان التغيير كان بيده ، لذا تجدني أحمل هذا الشعار وأطوف به في الشوارع عسى أن يعرف نفسه بأنه من الشعوب المطفيه .فقلت له : وهل الشعب بيده الكهرباء ؟ فلماذا لا تهتف ( اهفي .. اهفي .. على الحكومة المطفيه ) ؟
فقال : أني كنت أعتقد من ثمان سنوات بأن الحكومة مطفية من الرئيسي بسبب الصفقات والمحاصصات وشراء الذمم ، ولكن جاءت فرصة ثمينة إلى الشعب لا تعوض بتغيير الحكومة تسانده المرجعية الدينية العليا باختيارهم المرشحين الأكفاء والنزهاء وبعيدا عن تلك الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد ، ولكن أغلبية الشعب لا تعي إلى توجيهات المرجعية وساروا مع الذئب الذي بالأمس يبكون منه ، ولترى الأيام أن هذا الشعب يبكي مع الراعي الذي فقد ماله وعياله وأصبح ينتظر المكرمات التي تعود عليها أيام موسم الانتخابات فقط عسى منه أن يحصل على سند قطعة أرض لا وجود لها على أرض الواقع ، أو زيادة في الراتب تصرف قبل موعدها باعتبارها مكرمة من القائد ، أو تعيينات في سلك الشرطة والجيش ليتم الهروب بعدها برفضه القتال في المناطق الساخنة ، أو .... أو .... . فكلها يتحملها الشعب الذي طفا في الانتخابات وذهب إلى صناديق الاقتراع ليصوت إلى الذئب الجائع إلى الكرسي الملعون .
https://telegram.me/buratha