الحاج هادي العكيلي
كثيراً ما يتضرع العراقيون الى الخالق سبحانه وتعالى بدعائهم بدعاء الفرج (( اللهم كن لوليك الحجة أبن الحسن صلواتك عليه وعلى إباءه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا ، حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيك طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين )) من أجل ظهور الإمام المهدي ( عج ) ليملئ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً .
لقد أوكل الإمام المهدي ( عج ) قيادة الأمة إلى أربع من وكلاءه ، وبعدها أبلغ بقيادة الأمة إلى المراجع فأنهم وكلاء عليكم وأنا وكيل عليهم . فأن أتباع المرجعية الدينية هو الطريق الصحيح نحو بناء الدولة العادلة التي يسودها العدل والمساواة .
فقد وجهت المرجعية الدينية العليا في النجف الآشرف توجيهات حول الانتخابات البرلمانية العراقية وتضمن عدة نقاط منها :
النقطة الأولى : أن انتخابات مجلس النواب تحظى بأهمية بالغة في رسم مستقبل البلد ومستقبلنا نحن ومستقبل أولادنا وأحفادنا . والحكومة تنبثق من مجلس النواب ، وهذا المجلس يشكل أيضاً السلطة التشريعية في البلد بالاضافة الى دوره في الرقابة على أداء المؤسسات الحكومية .فمن لا يشارك في الانتخابات أنما يعطي الفرصة لغيره في رسم مستقبله ومستقبل أولاده وهذا خطا لا ينبغي لاي مواطن أن يقع فيه . وما أكثر من وقعوا فيه ولم يشتركوا في الانتخابات ، ودعائهم مستمراً للان .
النقطة الثانية : يعيش العراق أوضاعاً صعبة ، فمن الناحية الأمنية نلاحظ ما تشهده العديد من المناطق من اشتباكات مسلحة وتفجيرات دامية وأعمال عنف تذهب ضحيتها المئات من الأبرياء وغيرهم ، وفي حالات كثيرة تكون للعنف الجاري صبغة طائفية خطيرة تهدد النسيج الوطني لهذا البلد . ومن الناحية السياسية تجد أن مواقف القوى السياسية متباعدة كثيراً على خلفيات أثنية وطائفية وغير ذلك ، والمهاترات بينهم يملآ وسائل الإعلام والاحتقان السائد يمنع من الاستقرار في البلد . ومن الناحية الاقتصادية تلاحظ على الرغم من توفر موارد مالية كبيرة للعراق من عوائد بيع النفط إلا أنه لا توجد خطط تنموية حقيقية تنهض بالاقتصاد وتوفر لجميع المواطنين حياة كريمة ، فهناك الملايين ممن يعيشون تحت خط الفقر ، والنشاط الزراعي والصناعي في أدنى المستويات منذ عقود من الزمن . ومن ناحية استشراء الفساد المالي والإداري فحدث ولا حرج حتى عد العراق من الدول الأكثر فساداً في العالم . ففي ظل هذه الأوضاع كانت الحاجة ماسة إلى التغيير نحو الأفضل وهو لا يتحقق إلا بأيدي المواطنين ، ولكن أيدي المواطنين خانة الأمانة وذهبت إلى عدم التغيير ، وهي باقية تدعوا بدعاء الفرج ، فأنه لن يتحقق وكما قال الله سبحانه وتعالى (( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) .
النقطة الثالثة : بعد عشر سنوات من التجارب الانتخابية المتعددة ، فأنه يفترض بالمواطنين أن يشاركوا في الانتخابات مشاركة واعية تبنى على حسن اختيار المرشح :
الصالح الكفء الحريص على مصالح العليا للشعب العراقي .
الحريص على قيمه النبيلة واستقراره وأمنه ورفاه أبنائه .
الذي يفكر في مصلحة الشعب ومستعد للتضحية في سبيلها لا الذي يفكر في مصلحة نفسه وجماعته وحزبه وكتلته وتياره ، وكيف يستثمر كرسي النيابة أو الوزارة في سبيل الاستحواذ على المزيد من المزايا والمخصصات المالية والمقاولات التجارية والحقوق التقاعدية غير المنطقية ، وما الى ذلك مما لا يعرفه الجميع . ولكن البعض ذهب وصوت إلى أولئك الذين لا يفكرون بمصلحة الشعب بقدر ما يفكرون بمصلحة أنفسهم وجماعتهم وحزبهم وكتلهم وتيارهم . ولازالوا يدعون بدعاء الفرج .
لقد نبهت المرجعية الدينية العليا المواطنين وقالت لهم لا تغرنكم الوعود البراقة والخطب الرنانة والإعلانات الكبيرة التي تملآ الشوارع والساحات والتي كتب عليها (( معـــاً )) لنهب العراق وتدميره بتقديم القليل من المساعدات لمستندات قطع الأراضي السكنية بحملة أطلق عليها ( الحملة الانتخابية للسكن ) والتي سعى البعض في تقديمها أثناء الانتخابات .
دعت المرجعية الدينية العليا إلى استبدال الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد بأشخاص آخرين تتحققون من كفاءتهم وصلاحهم وحرقة قلوبهم على هذا الشعب المظلوم . ولكن أبقوا نفس الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد ، وفوتوا الفرصة المعقولة ، وهم ما زالوا يدعون بدعاء الفرج .
للأسف الشديد لم نجد أذان صاغية من أغلب الشعب العراقي إلى توجيهات المرجعية الدينية العليا وشككوا بتوجيهاتها واعتبروا ذلك خارج نطاق المرجعية واتهموها بالانحياز وتهجموا عليها ونعتوها بنعات لا توصف ، وهم يدعون بدعاء الفرج .
قد لا أستطيع أن أتصور كيف استطاع يزيد بن معاوية لعنة الله عليهم وأعوانه أن يقتلوا الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، هل هم لا يعرفونه أنه بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم
https://telegram.me/buratha