وأنا أنظر الى المستقبل لم أكن يوما متشائما، بالقدر الذي أنا عليه الآن!..فقد أمضينا أحد عشر سنة، لنثبت فيها صحة ما يقوله خصمنا التأريخي، من أننا لا تصلح للسلطة، وأن ليس بإمكاننا أن نكون بناة مستقبل..
وإذا كنتم تتصورون أو ترون أن في هذا الكلام ما يثبط العزائم، وأنه يمثل نظرة سوداوية لما هو مشرق، فإني أدعوكم لأن تتمعنوا فيما يجري في ساحتنا السياسية الداخلية، من إحتراب مثير للغثيان، وأشيركم بصريح العبارة الى أن المقصود بالساحة السياسية الداخلية، هو ساحة الأغلبية المكوناتية الشيعية..
فمنذ عام 2005على الأقل ، ونحن نسعى وبنجاح لافت كي نحول قضية لنا، الى قضية في ما بيننا، لنؤكد صحة نظرية عدم صلاحنا للسلطة، تلك النظرية التي روج لها طيلة أربعة عشر قرنا..
قرابة تسع سنوات، وقادتنا الشيعة، أرادوها حربا بينيةً في كل شيء وفي لا شيء، وهم ما فتئوا يجلسون على براميل ملؤها بارودا بأيديهم، وهم مستعدين لتفجيرها على أنفسهم وعلى مريديهم وأتباعهم وجماهيرهم..
في الطرف المقابل يجلس أبناء المكون وهم يحصدون المزيد من الخيبات، يمضون يومه بإحصاء قتلاهم ، وفي كل مرة يخطئون بالعد..وفي الجنوب مازال الأطفال حفاة في شمس الظهيرة، وما زال أهل السماوة منسيون كما نسيوا أبدا، وما زال سكان أغنى بقعة في العالم؛ ميسان، تفترسهم الأمراض السرطانية، بأعلى معدل في العالم لأنهم فقراء!..ومازال الأهل في ذي قار يمثلون أقل سكان الأرض دخلا بعد سكان الصومال، في الديوانية يجلس التلاميذ على أرض طينية، في صفوف مدرسة شيدت جدرانها من الطين، وسقوفها من نسيج القصب، بين طيات النسيج تسكن العناكب وبنات برص وآمال التلاميذ..أما البصرة تلك الأم الحنون التي يرضع من ثديها كل العراقيين، فمثلها مثل كريم وأهل بيته جياع، عليهم معانقة الصبر ليقال عن رب أسرتهم أنه كريم!ٍ..
في كفة ساسة المكون، فإنهم إستمرأوا ما هم فيه، فهم يجدون متعتهم في الجلوس على كراسي صنعوا قوائمها من أضلاعنا، يتشاجرون علنا وبلا حياء من التاريخ والدماء والمستقبل، حول تلك الكراسي..
كلام قبل السلام: آه!.. ليتهم يفعلون ما يفعله متشاجرو المقاهي في الأفلام المصرية، فيرمون الكراسي على بعضهم البعض، فتتهشم الرؤوس ونتخلص منهم ومن صنعتهم الأثيرة: الخيبة!..
سلام..
https://telegram.me/buratha