المقالات

من التسقيط الى التحالف .... أدبيات في العراق الجديد؟!

1366 01:06:50 2014-05-06

محمد حسن الساعدي

في اعقاب انتهاء الانتخابات البرلمانية في العراق التي جرت في الثلاثين من ابريل/نيسان الماضي، بدأت صفحة جديدة تمثلت بخطابات وتصريحات عكست لجوء المتنافسين الاقوياء لابراز قوتهم ، وعبروأ عن موقفهم بـالمنتصر وهو أعلان سابق لأوانه، ويأتي في ظرف قد لا يجعل القوي ينفرد لوحده في الحركة نحو رئاسة الوزراء وتحقيق الاغلبية ، وقد تكون النتائج الانتخابية مفاجئة بعكس كل التوقعات ،فبحسب الأرقام الرسمية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات فأن هناك (107) قائمة انتخابية مشاركة ، (36) ائتلاف ، (71) كيانات سياسية متفرقة وبعض الشخصيات ، فيما وصل عدد المرشحين إلى مجلس النواب (9032) (6425) رجال (2607) نساء ، فيما وصل عدد الناخبين إلى(20،437،000) ناخب من مجموع تعداد العراق الذي وصل إلى (34،800،000) شخص ، وتم توزيع ما يقارب 92% من بطاقات الناخبين .
الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي تكللت بالنجاح ، ورغم هذا النجاح الا ان الأعين ظلت تراقب عملية العد والفرز ، واستخراج النتائج الأولية ، والتي يمكن أن ننظر إليها باتجاهين :
الاتجاه المتفائل الذي يرى انها الانتخابات الأولى التي جرت بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية عام 2011 ، كما أن الانتخابات أجريت بأيدي عراقية ، مع مراقبة دولية وإقليمية ، وبحضور الجامعة العربية ، والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة ، وهو الشيء الذي أعطى زخما للانتخابات ، وغطاء شرعيا لانجاحها وسط الظروف السياسية والأمنية السيئة في البلاد . 
الشي الاخر أن الانتخابات جرت بهدوءً وسلاسة ، مع عدم حصول خرق كبير فيها .
بالاضافة الى سعة المشاركة في الانتخابات إذ بلغت أكثر من 62% وهي مرشحة للزيادة ، كما ان عمليات الفرز والعد حصلت بصورة سريعة ومهمة مع بعض الخروقات التي وقفت عندها المفوضية ، واتخذت الإجراءات القانونية بصددها ،كما ان الدعاية الانتخابية كانت منظمة للكتل والقوى السياسية ، وفي مقدمة هذه الكتل "كتلة المواطن" التي تميزت بالتخطيط والانضباط والتنظيم العالي للدعاية الانتخابية الخاصة بها ، اضافة الى الشعارات واللافتات والبوسترات للكتل والمشاركة في الانتخابات والتي نظمت بصورة سريعة ، وأزيلت بصورة أسرع.
جاءت هذه الانتخابات بعد أن أخذت القوى فرصتها في الحياة السياسية ، اذ ان اغلب المشاركين في الانتخابات هم حاضرين في العملية السياسية وهو الشيء الذي يعطيهم زخما ثقافيا وسياسيا في التعاطي الإيجابي مع المتغيرات السياسة . 
كان شعار "التغيير " حاضراً وبصورة ملفتة للأنظار في الحملة الدعائية الانتخابية ، وما زال صوته مرتفع بعد الانتخابات .
الاتجاه المتشاءم : هذه النظرة ترى الوضع عكس الوضع المتفاءل ، الذي يقرا ان الانتخابات جاءت في ظل ظروف أمنية وسياسية سيئة ، وحرباً مشتعلة في الانبار والموصل وديالى وصلاح الدين ، والتي لم تحسم لحد الان مما زاد في احتمالية تعرض العملية الانتخابية في تلك المحافظات الى التزوير او التشكيك بنتائجها . 
حالات التزوير الكثيرة والكبيرة ، ودخول مجاميع من القوى السياسية على مراكز الاقتراع للتأثير على النتائج هو الاخر يضاف الى قائمة التشاؤم من نتائج هذه الانتخابات، كما ان حالات التسقيط الكبيرة بين الكتل المشاركة ، هو الآخر ألقى بظله على المشهد الانتخابي ، حتى أصبح ظاهرة ملفتة للنظر في الديمقراطية الحديثة .
إعلان المفوضية تأخير إعلان النتائج من 20-30 يوماً ، يدخل في خانة التشاؤم ، ومحاولات التأثير على النتائج ،و الكذب الفاضح في الدعايات الانتخابية والشعارات ، وحتى شمل الكذب العد والفرز ،وإعلان نتائج غير حقيقة وصحيحة . 
وفي ظل هذين الاتجاهين برزت ظاهرة التنافس التي كان يفترض ان تبرز في سياسينا من خلال تنافس ديمقراطي يعكس رؤية وتطور في الديمقراطية الجديدة في العراق ، ويسهم مساهمة فاعلة في التخفيف من حدة التوتر بين الكتل المشاركة ، والإسراع بتشكيل الحكومة القادمة وفق روية ومنهج صحيح تعتمد مبدأ " فريق قوي منسجم + رؤية واضحة عملية = حكومة قوية . 
ولكن ما تفاجئنا به هو بروز ظاهرة التسقيط السياسي بين الكتل المشاركة في الانتخابات، ووصل الحال الى تبادل الاتهامات ، والتجريح والنيل من شخصيات وطنية كبيرة لها كان الأثر الأكبر على الواقع السياسي . 
الشيء الخطير الذي دخل في عملية التسقيط هو النيل من المرجعية الدينية ومحاولة ابعادها عن الشارع العراقي ، من خلال توجيه الشبهات وكيل الأتهامات بتدخلها في السياسة ، رغم ان المرجعية الدينية في وقت قريب كانت هي المرتبة المقدسة والمحترمة لدى هذه الكتل ، ولكن منذ ان أغلقت المرجعية الدينية ابوابها بوجه حكومة المالكي ، وهي تكيل الاتهامات ضد المرجعية ، وأصبحت هذه المرجعية بين ليلة وضحاها غير عراقية ، ويجب ان تغادر العراق ، ويجب ان نستورد مرجع عراقي من الخارج ؟! ،وغيرها من شبهات عكست الواقع المزري لسياسينا الجدد. 
اليوم الانتخابات اجريت ، وربما ظهرت بعض رؤوس الأقلام التي تعكس الواقع على الارض للكتل الكبيرة ، الامر الذي نحتاج فيه الانتقال من مرحلة الهجوم والتسقيط الى مرحلة التحالفات ؟! 
فياترى من سيتحالف مع من ؟! ، وهل سنجد منافسي الأمس أصدقاء اليوم ، ام ان التنافس تحول الى خلاف لا يمكن حله الا من خلال مباركة الولاية الثالثة ؟! الأيام القادمة ستحدد هذا الامر ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك