المقالات

صراع الدين والدنيا ،،،، أيهما فاز

1422 15:57:14 2014-05-04

محمد حسن الساعدي

 

التاريخ لم ينسى شيئا والحوادث كثيرة ، ولكن ما كان أبلغها هي مسيرة مسلم ابن عقيل (ع) من مكه الى الكوفة على اثر الرسائل التي أرسلت من أهل العراق تطلب من الحسين (ع) القدوم وتخليص القوم من ظلم الطخمه الامويه الفاسدة ، وبعدها ما جرى على حرائر أهل بيت النبوة من سبي وقتل وتشريد وجوع من العراق الى الشام ، وهم مكبلين بالحديد . 
اليوم الموقف نفسه يتكرر ولكن هذه المرة صراع الحكم والحاكم مع المرجعية الدينية ، ولكن هذه المرة الأساليب اختلفت ، وهو أسلوب التسقيط والنيل منها بأبشع الأساليب التي تعبر عن سقوط قائلها وضحالة تصريحه من على شاشات الباطل والنفاق والكذب ، وربما القارى يجدها أسوء من قتلهم وتعذيبهم، لان المرجعية الدينية مستندة في وجودها من توفيق الله والإمام المعصوم (عج) ، والتفاف الجماهير حول هذه المرجعية ، والتي تكون هي الدرع الذي يقي ضربات أعداء الدين والمرجعية . 
الانتخابات البرلمانية الاخيرة كشفت أمرا خطيرا جدا ، وهي البعد الكبير عن المرجعية ، وهذا ليس تقصيرا من المرجعية الدينيه بقدر ما هو بعد المجتمع عنهم ، كما ان الولاءات الدينية من من متمرجعين ، ومحاولة استيراد مراجع من الخارج هي الاخرى ألقت بضلالها على الوضع السياسي ، كما ان البعض من المجتمع للأسف بدا يقرا الموقف بصورة مقلوبة ، ناهيك عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة التي جعلتنا نترك خلاصنا لنختار الدنيا . 
ما يميز هذه الانتخابات هو دخول المرجعية الدينية على الخط ، ومنذ الشهور الثلاث الأخيرة كانت واضحة الموقف في ضرورة التغيير ، والسعي الى تغيير الشخوص واستبدالها بوجوه تجلب الخير للعراق وشعبه حتى وصل الحال الى ابلغ من ذلك عندما قالت "الوجوه " ، عبر منبر الجمعة في الصحن الحسيني المقدس ، او عبر بياناتها او وكلائها في عموم البلاد . 
بيان سماحه المرجع الديني الشيخ بشير النجفي (دام ظله) كان معبراً بصورة لا تقبل التأويل عن موقف مراجع الدين جميعا ، لان اي موقف يصدر عن مرجع ديني جامع للشرائط في مسالة تهم المصلحة العليا للدين والناس ، هي حجة ودليل على باقي المقلدين بدون استثناء ، 
لهذا هذا التصريح بحرمه انتخاب المالكي وحزبه ، كانت محطة اختبار مهمة لاتباع أهل البيت (ع) في العراق ، والذي للأسف لم يكونوا على قدر كافي من الوعي في الالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية التي كانت وما زالت الحامية للمشروع الوطني في العراق ، والمواقف كثيرة في هذا المجال . 
لهذا سقط الشعب العراقي في اول اختبار لهم في الوقوف بوجه الحاكم المستاثر بالسلطة ، كما انه كشف ان الناس وجهت انتقدا خطيرا للمرجعية الدينيه من خلال رفض تدخلها في السياسة ، الامر الذي اعتبره البعض هو محاولة فصل الدين عن السياسة ، ناهيك من الكسب الغير مشروع من الهبات والعطايا للمرشحين والذين استطاعوا من شراء ذمم الناس بهذ الطريقة والتي أصبحت هي الطبيعية ، كما ان السياسي العراقي اكتشف ان العراق يمكن ان يغير توجهاته خلال لحظة واحدة لا اكثر ،اذا ما اشتري بالمال والترغيب مرة والترهيب مرة اخرى . 
من هنا انطلق لأقول ان المرجعية الدينية العليا هي سند الدين وأهله ، ومهما حاول السلاطين ووعاظهم من تمييع دورها ، وأبعاد الجمهور عنها فلن يستطيعوا شيئا ،لان هناك سلسلة مرتبطة مع بعضها البعض بقوة لا يمكن لأي مؤثر دنيوي ان يكسر هذه السلسلة الإلهية . 
كما ان طريق الحق والباطل معلوم ، فالمشكلة لا تكمن بالحق والباطل فكلاهما واضحان ولا يحتاج كلا منهما الى التوضيح ، ولكن المشكلة تكمن في من يسير في طريق الحق ، وطريق الباطل ،ان يعلم اي طريق يسلك !? 
يبقى علينا ان نعي تماماً ان صراع الخير والشر باق ببقاء الخليقة ، ومهما اشتد الباطل والظالم بظلمه فلا بد ان يكون هناك فجرا مضيء ، ويصيح الحق أني انتصرت .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مروج عبدالله
2014-05-06
كان اكثريه الشعب العراقي عندما تحدث مناقشات حول وضع البلد يقولون لماذا المرجعيه صامته ولماذا لاترجح لنا اشخاصا لننتخبهم اتصور في هذه الانتخابات المرجعيه القت الحجه على مثل هؤلاء المنافقين وليعلم الصادقين السر وراء صمت المرجع المفدى المرجعيه ليست ساذجه لكنها تعلم بعقوق ابنائها لها فكل حرى خلف هواه ومصلحته لكن الحجه عليهم قد القيت
كريم البغدادي
2014-05-04
عندما اذهب بالزياره الاربعينيه الى سيد الشهداء اقول كل هؤلاء بيني وبين نفسي الدين يتناثر من جوانبهم من الذي فرهد العراق خلال اسبوع بعد سقوط النظام انا الذي لم اخذ حبة ملح واحده ام نزلت علينا ملائكه من السماء كيف صدام حكم ثلاثين عام من اعاته على ذلك الم يكن ثلاثة ارباع البعثيين من الشيعه الم يكن شيوخ العشائر العموم والافخاذ الذين لايفارقون مجلسه هم الان لايفارقون مجلس دولة القانون واموال الفقراء تفرق عليهم الم يشترك الشيعه مع صدام بقتل ابناء جلدتهم في الانتقاضه الشعبانيه من قتل مراجع الشيعه ومن نفذ هاهي الشيعه تفعل نفس الدور مع المراجع الان بعدم تنفيذ واطاعة امرها بانتخاب الفاسدين والقتله والحراميه ومن خربوا الاخلاق والفضيله واشاعوا بين الناس الرذيله ويرتكبوها يوضح النهار هذه الانتخابات بينت سقوط هؤلاء المدعين بالتدين والمنحرفين في الباطن والغريب في الامر من لم يلتزم بفتوى المرجعيه هم من العوائل التي ظاهرها التدين ويتفسلقون على الناس بالوقار وبكل يد واحده خمسة محابس ومسبحتهم لاتفارق يدهم ويتمتمون بالتسبيح وبانت دونيتهم في الاختبارالالهي
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك