المقالات

صناعة العبودية

1290 20:20:15 2014-04-29

مديحة الربيعي

الحاجة والجوع, الفقر, التخلف, والخوف, أساليب تستخدمها الدول ألاجنبية المحتلة, مع الشعوب حين تدخل أراضيها, وألامثلة أكثر من أن تورد على على مر التاريخ, فلم يدخل ألاحتلال إلى بلدٍ ما ألا واستخدم هذه ألاساليب التي تندرج ضمن الترهيب والترغيب.
تستخدم هذه ألاساليب أيضاً, من قبل أنظمة الحكم الدكتاتورية, العراق خير شاهد على هذه ألاساليب التي طبقها النظام الدكتاتوري لأكثر من 35 عاماً, ومن وصل إلى سدة الحكم بعد 2003, يبدوا أنه أكثر براعة في أستخدام هذه ألاساليب.
يرى كل دكتاتور, أن الجوع والحاجة ستبقي الشعب تحت أمرته, وتجعل مفاتيح حياة البسطاء بين يديه, فهو يرى من وجهة نظره أن الناس أذا وصلت إلى مرحلة الترف, فأنها لن تعود بحاجة أليه, وستفكر بالبدائل أن أكتفت, لذا فأن أسلوب التجويع هو أحد أهم ألاسلحة التي يستخدمها, ليجعل الناس تحت أمرته.
تفشي البطالة, وتقليل الرواتب التقاعدية, وأنعدام الخدمات, وأنتشار ألامراض وعدم وجود المستشفيات, والفقر المتقع الذي يفتك بالعراق,وألاحصائيات المخيفة عن التسول, والتسرب من المدارس, كل هذه المؤشرات تصنع شعباً جائعاً متخلفاً, يقوده الدكتاتور إلى حيث يريد, نظام شبيه بالنظام ألاقطاعي الذي كان يستخدم مع الفلاحين, ليبقوا تحت رحمة صاحب ألارض.
الشعب الجائع الجاهل, من وجهة نظر الطغاة, يكون شعباً ضعيف مسلوب ألارادة أعمى وأبكم وأصم, مجرد دمى تحركها أيادي العابثين بالبلد,المشهد ألانتخابي أفرز شواهد كثيرة على ذلك,الحاجة من وجهة نظر البعض هي التي تحرك الناخب, قطعة أرض لمن لا يملك بيتاً, أو عروض التعيينات, أو (كارتونة) مواد غذائية لعوائل تسكن في بيوت الصفيح, أو مبلغ زهيد من المال, أو حتى وجبة طعام في مطعم, أو( بطانية), أو (موبايل), وغير ذلك من ألاساليب الرخيصة التي يعتقد بعض السذج أنهم ملكوا بها الناخب, يعرف هذا ألاسلوب بصناعة العبودية, لذلك بقي العراق وأهله على هذا الحال, لأعتقاد من يصل إلى سدة الحكم, أن هذا ألاسلوب يضمن له البقاء مدة أطول على هرم السلطة.
وفق رؤى بعض ألاصنام, يجب أن يبقى الشعب محتاجاً لفرعون ليتحكم به كيفما يشاء, نسوا أن فرعون ألاول هلك وبقي جسده ليذكر الطغاة من بعده, ويكون عبرة لمن يعتبر, ألا أن من سار على خطاه لم يستخدم عقله, فقد أعمى الكرسي بصره, قبل بصيرته, وأفقدته سطوة الكرسي التفكر في مصير من سبقه.
أن الشعوب, لا تبحث عمن يستعبدها, ويلقي لها بفتات الموائد, أنما تبحث عمن يخدمها, وألا لو رضي الناس بالظلم, لما سقطت عروش الطغاة, وعُلقت رؤوسهم على المشانق, مهما طالت فترة الظلم, سيأتي اليوم الذي ينتفض فيه الناس وينفضوا عنهم غبار الحاجة والعوز والفقر, ليقرروا مصيرهم بأنفسهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك