المقالات

حروب في زمن الفاشلين!

1020 01:37:45 2014-04-29

كرار النداوي

تتعدد المؤسسات والهيئات في الدولة الواحدة، ولكن بعضها يحظى بأهمية خاصة، وباهتمام أوسع، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وقد اعتبرت المؤسسة العسكرية، جوهرة التاج، إن صح التعبير، عند الكثير من الأمم، على مر العصور، وعلى اختلاف النظم السياسية الحاكمة. 
وفي القرن العشرين، وبعد تأسيس الدولة العراقية الفتية، أسس الجيش، أو بالأحرى وبالتواريخ سبق تأسيس الجيش رسمياً 6 كانون الثاني 1921، تأسيس الدولة العراقية 23 آب 1921.
وتطور الجيش العراقي تطورا ملحوظاً، وأسست الكلية العسكرية الأولى (المدرسة الحربية) في 12 أيار 1924، كما أسست الصنوف حينها، القوة الجوية عام1931، والقوة البحرية عام1937، واستمر الجيش العراقي بلعب دور مهم، في الحياة السياسية، والحياة العامة، وتوالي الانقلابات العسكرية، في الحكم الملكي، وبعد قيام الجمهورية عام 1958، إلا أن عقيدة الجيش العراقي الوطنية، لم تتغير ولم تتأثر، فالوطن، وحمايته، هو الغاية.
واستمر الوضع، إلى أن جاء البعثيين بانقلاباتهم المشؤمة، فدنسوا الجيش ومفاصله، بأفكارهم المريضة، حتى جاءت الطامة الكبرى، بانقلاب تموز1968، بزعامة كني أو (قني) الحقيقية، وبوجود وجوه وأدوات، من ضباطه، فكان البكر، قائداً شكلياً، حتى تمكن (كني) من الاستئثار بالسلطة شيئاً فشيئاً، وأزاح البكر، ليكون الراس المدبر واليد المنفذة والنافذة، في كل أرجاء الجيش، وقد مهد لهذا الأمر، بإدخال التنظيم الحزبي، في المؤسسة العسكرية، لينهي بذلك، استقلالها.
مستمرا بإصدار القرارات الغبية، حقدا منه على الجيش، الذي لم يتسنى له أن يلتحق فيه ضابطاً، لأسباب عديدة، ومنها قرار115 المشؤوم بقطع الأذن، وقرار التحاق خريجي الكليات وحملة الشهادات العليا، كجنود في الجيش، بعد أن كانوا يلتحقون بصفة ضباط احتياط، وكان واضحا، حقده على المؤسسة التعليمية أيضاً، وقد استغل تغلل البعثيين في الجيش لتحقيق مأربه، وإغراء المراتب، بالترقية إلى رتبة ضابط، أذا ما تقدم في صفوف الحزب.
وقد شكل هؤلاء، أداة التجسس في الجيش، وباقي المؤسسات الأمنية، إضافة إلى وجود الوحدات الأمنية المتخصصة بـ (كسر الركبة) في الجيش، ناهيك عن التمييز في المضمون والشكل، بين المؤسسات نفسها، فشَكلَ وميز بين الجيش، والحرس الجمهوري، وبين الأخير والحرس الخاص، وكان السيد على الجميع هو الحزب، ومن انتمى له، وباع نفسه وأهله ووطنه، ليشتري رضا القائد الضرورة، كما انه أسس ميليشيا، فدائيو صدام، على غرار الشبيبة الهتلرية، وهم أيضاً ممن باع كل شيء ليشروا مرضاته.
وها هم يرجعون، بقرارات حكومية، استثنائية، مخابرات، فدائيون، عسكر، حرس خاص، امن، وليس من قبيل الصدفة، أن تعقد الجلسة الاستثنائية يوم السابع من نيسان، وهو يوم، يمقته كل عراقي شريف، ويحتفل به البعثيين والقتلة.
ولا أخال الدمار الذي يصيب العراق اليوم، والدماء التي تسيل من أبنائه انهاراً، إلا نتيجة هذه القرارات، فالفاشلون نفسهم أعيدوا، الوصوليون، الذين لا هم لهم، سوى المال، سكنوا القصور، وامتلكوا ما امتلكوا، من حطام الدنيا، والآمر من هذا كله، إن الفساد المستشري في الوزارات والأجهزة الأمنية، علناً، ولا يهم كل ذلك لدى القائد الجديد، فالولاء لشخصه أهم، سلامته أولاً، ولياتي الطوفان، ماءً أو دماً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك