المقالات

قبل الساعة السادسة

1163 00:44:52 2014-04-27

عبد الكاظم حسن الجابري

اقترب موعد إجراء الانتخابات النيابية العراقية, وصار تلوين الأصابع بالبنفسجي وشيكا, فالثلاثين من نيسان سرعان ما سيحل قريبا, وستكون نهاية نهاره, الساعة السادسة الفيصل النهائي لإعلان انتهاء عملية التصويت من قبل المواطنين, حسب ما أعلنته مفوضية الانتخابات.

هذا الموعد, وهذا التصويت, يجب أن لا يمر مرور الكرام, وان لا يمر عبثا, فالناس تعاني, في بلد أصبح عنوانه العريض الأزمات, فالأمن مستباح, والاقتصاد متدهور, والبطالة لازمت شباب البلد, والأمية والفقر تفشيا في المجتمع, والخطط الحكومية غائبة.

نعم, سيذهب الناخب العراقي, وعليه أن يحسن الاختيار, فلا يمكن أن نقضي على جميع مشاكل البلد إلا بالتصويت لمن هو قادر على تفهم تلك المشاكل, والتفاعل معها بنكران ذات, ودون النظر إلى المصالح الشخصية, يجب أن يكون التصويت مدروساً, فالمسؤولية جسيمة, والناخب سيملك الزمام إلى حين الساعة السادسة, من يوم 30 نيسان, بعدها سيكون الأمر بيد من حازوا على ثقة الناخبين. الكل طالب بالتغيير, مرجعيات دينية, أحزاب وتيارات علمانية وإسلامية, منظمات مجتمع مدني, ومطالب جماهيرية.

سيكون الناخب مسلح بخطوط عامه وعريضة, لضمان تصويته بدقة, وبما يضمن حسن الاختيار, فالمرجعية وضعت العناوين الرئيسة لهذا الاختيار, فمع وقوف المرجعية الدينية على مسافة واحدة من القوائم والمرشحين, إلا إن هذا لا يعني أن المرجعية تساوي بين الصالح والطالح, وبين المصلح والمفسد. وضعت المرجعية شروط وضوابط للاختيار, فألزمت اختيار الشخص المرضي في القائمة المرضية, فلا يكفي أن يكون المرشح حسن السيرة والسلوك, لكنه مرشح ضمن قائمة تلفها الشبهات, ثم إن المرجعية حددت ثلاث مواصفات في المرشح نفسه, فيجب أن يكون حسن السيرة, ونزيه, وكفؤ.

كما وضعت المرجعية أيضا تفاصيل أكثر, فقالت المجرب لا يجرب, وهذه إشارة واضحة عن عدم رضا المرجعية عن التشكيلة الحالية, ثم قالت انتخبوا من يمتاز بالحس الوطني, والقادر على لم جميع الأطراف, وله علاقة طيبة مع الجميع, وعلى الناخب أن يلتزم بهذه الضوابط ليحسن الاختيار.
من الأسلحة التي يمتلكها الناخب أيضا, هي الخبرة التراكمية في الدورتين الانتخابيتين السابقتين, فأغلب الكتل هي نفسها في تلك الدورتين, واعتقد أن ثمان سنوات كانت كافية لمعرفة أداء كل كتلة, وكيف كانت تسير في قيادة دفة البلد, وعلى هذا يُعَوَل على اختيار الكتلة التي كان لها الأثر الأكبر والمساهمة الفاعلة في إقرار القوانين الخادمة للشعب, أو طرح مسودات لتلك المشاريع, يجب معرفة أي كتلة كانت تتناغم مع المواطن, كأساس للبناء من خلال قراءة احتياجاته والعمل على توفيرها.

أيضا سلاح ثالث لدى الناخب, وهو معرفته الشخصية وعن كثب بالمرشحين, فنظامنا الانتخابي هو نظام الدوائر المتعددة, واغلب المرشحين هم أبناء مدننا, واغلبهم معروفون أو يمكن التعرف عليهم بسهولة من خلال سؤال من له معرفة بهم من الثقات, وبالتالي معرفة سلوكياتهم وأخلاقياتهم.
هذه العوامل كلها بيد المواطن الآن, وهو الأقدر على التغيير, وفي حالة عدم استخدام أسلحته هذه, فلا يحق له بعد ذلك أن يتباكى على الوضع في البلد, إن أسفرت الانتخابات عن حكومة غير كفوءة لا سامح الله, انه قادم ويوم الثلاثين سيكون موعدا مع الثورة ضد الأزمات, وتغيير وجه البلد نحو الأحسن, وستكون الساعة السادسة من ذلك اليوم, هي ساعة الصفر نحو الإعمار والبناء وانتصار المواطن, أو نحو الفساد والفشل والديكتاتورية لا سامح الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك