والآن وبعد ان اصبحنا على مشارف العملية الانتخابية كيف يعيد السياسيون الثقة للمواطن الذي عاش على زبد الوعود وخرج بخفي حنين من الدورتين الانتخابيتين السابقتين ؟ ما الذي يجعله مطمئناً للقادمين الجدد؟!!!!
قد تكون القائمة المفتوحة اهون الشرين، بل هي ادعى للآطمئنان، وهذا يعتمد على حرص المواطن في اختيار الاصلح والآقدر والآكفأ والاخلص،الامر الذي يحتم عليه التجرد من العواطف والمجاملات والارتباطات العشائرية والفئوية ووضع مصلحة العراق ومستقبل شعبه فوق كل اعتبار. لاشك ان العراقيين وبكل شرائحهم وعلى مختلف انتماءاتهم وميولهم وطوائفهم ومللهم ومستوياتهم الاجتماعية والثقافية صاروا على بينة من امرهم واتضح لهم الخيط الابيض من الخيط الاسود، وشخصوا عدوهم، وعرفوا ما يراد بهم ولذا فهم امام خيار واحد للحفاظ على تجربتهم الديمقراطية المحاطة بالمؤامرات الداخلية والخارجية التي تسعى جاهدة لاعادة المسيرة الى الوراء وارجاع العراق الى عهود التسلط الدكتاتوري واساليب الكبت والاضطهاد والعبودية، هذا الخيار يتمثل بالاصرار على منع وصول المفسدين ومن انكشفت اوراقهم خلال الفترة السابقة -وتحت اي مسمى- الى السلطة بعدما برزت اصوات تطالب علنا بأشراكهم في العملية السياسية، اصوات داخلية مدعومة ومدفوعة من خلال ارادات اقليمية لها اجندتها واهدافها خاصة وان تلك الجهات تخشى نجاح العملية الديمقراطية في العراق كونها انظمة وراثية واستبدادية ونجاح العملية الديمقراطية في العراق سيثير شعوبها ويدفعها للمطالبة بحقوقها المسلوبة وحرياتها المصادرة. وبما انها على علم بسلوك واساليب دعاة الانقلابات العسكرية في الوصول الى السلطة وبأية وسيلة، وطريقة حكمهم واضطهادهم وهذا ما اثبتته عدة تجارب سابقة، وهذا كله يتناغم ويتماهى مع ما تسلكه تلك الانظمة الاقليمية في حكم شعوبها، لذا فهي تسعى جاهدة للاطاحة بالتجربة العراقية وبأي ثمن ومن خلال اية جهة وبقايا السلطة البائدة وعشاق التسلط هم المنفذ الاقدر في نظر اولئك المتربصين.
من هنا توجب على العراقيين الحذر والدقة في اختيار المرشحين للمرحلة المقبلة اذا ارادوا حماية تجربتهم الرائدة والحفاظ على حريتهم التي استعادوها بانهار من دماء احبتهم واخيارهم وبعد نضال مرير دام عقوداً وسنينا سود.لم يعد هناك عذر لمعتذر بعدما تبين الرشد من الغي ،وبان زيف الوعود الكاذبة .ليس امامنا الا التغيير، والتغيير يصنعه المواطن الحر الواعي ..وسيتم التغيير والمواطن سينتصر .
https://telegram.me/buratha