المقالات

العراق والعودة الى حضن البعث!

560 17:15:58 2014-04-25

مجيد الموسوي

تكتب الشعوب تاريخها بالتضحيات، لتبقى رقم على خارطة الوجود الإنساني، وتشكل علامة يقف عندها من يبحث عن وفي التاريخ، لتنطلق منها أجيال تفاخر أجيال بان الحياة تصنع ولا تمنح، وهي ضحت لتصنع الحياة. 
لا ينكر أحد على الشعب العراقي، وبالخصوص أغلبيته السكانية والكرد، السنين العجاف التي كان أراذل البشر، من يصدرون شهادة حسن السيرة والسلوك للأخيار، أو يحددون المادة القانونية للتهمة الموجهة لابن البلد، ممن حفظ وجوده وشرفه في أتعس وأقسى الظروف. 
كانت تلك الحقبة بكل ما فيها تعبر عن اختبار حقيقي للرجال، وأشباههم، حيث رقص كثير على مسرح الرذيلة، التي يديره السلطان وأذنابه، منهم من كلف بواجب خارج البلد ليخترق جسد المعارضة، ومن بقي هنا يعرف الشعب العراقي، ما فعل هؤلاء، وكيف تمادوا في رذائلهم بحق العراق وشعبه. 
بعد التغيير الذي حصل على يد أسياد البعث ومؤسسية، استبشر الشعب وعلى مضض وعلى سياق (شجا برك على المر...)، إلا من لم يقرا المشهد بصورة صحيحة، ويفهم الحدث كما هو، ودفع الشعب الضحايا من جديد، في مواجهة أجندة خبيثة يقودها المحتل وأذنابه في المنطقة، حتى وصل الآمر إلى تشكيل حكومة عراقية بإرادة شعبية من خلال الانتخابات، صححت فيها معادلة ظالمة حكمت البلد لعقود من الزمن. 

لكن الحكومة الدائمة التي شكلت هي الأخرى بنفس الطريقة، انحرفت وتناست التضحيات، وبدأت تستخدم القوانين التي سنت، لغرض وضع الأمور في نصابها الصحيح، في المساومة والصفقات، حتى وصل الحال لتشكيل وزارة المصالحة الوطنية تعني بشؤون المجرمين، بالمقابل هناك مؤسسة فقط تعنى بشؤون الضحايا...! والنتيجة أعيد من أجرم وانتهك الحرمات، ليتولى أهم وأخطر المواقع في الدولة، ويدير الملفات التي تتولى الحفاظ على الأرواح، التي أزهقت على أيديهم بالأمس، والغاية والشعار المرفوع (المصالحة الوطنية). 

ولم يسجل التاريخ أن الضحية تصالح وتكرم الجلاد، ممكن أن تعفوا، لكن لا يمكن أن تعيد جلادها إلى موقعه، إلا في العراق فالأمر انعكس بشكل كامل، لا يقره دين ولا خلق ولا فكر.  حتى الدول التي نتهمها بالإلحاد والزندقة، لم تعامل جلاديها ومجرميها بمثل ما عوملوا بالعراق، وألمانيا وتعاملها مع النازية، مثال عالمي على التعامل مع المجرمين، فكيف بنا ونحن نسمع ونقرا، (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِين)، السماء تخير الضحية بين الصبر أو الثأر، الجلاد في العراق فقط يكرم. 

هذا يقبل تفسير واحد ولا يصمد أي تفسير غيره، وهو أن البعثيين وأجهزة النظام البائد أدمنوا الخدمة، وأجادوها، لا يمنعهم منها دين أو مبدأ أو خلق، لذا هم خير أدوات، بيد من يريد تشكيل ديكتاتورية وحكم انفرادي ومستبد. 

وهذا يوضح للشعب حقيقة من يحكم اليوم، أن كان يستخدم العقل للتفكير، وقراءة المشهد، أما إذا ظل البعض يستخدم الإذن للتفكير، فلا نمني النفس بغد خالي من التسلط والانفراد، ويستغفلوا الشعب بشعارات المذهب، وسواها ممن لا يؤمن بها من سلط الجلاد على الضحايا من جديد...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علاء
2014-04-25
ويا لها من احضان دافئة ينعم فيه المواطن احلا لياليه ههههههههه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك