عادي المالكي
طغت تسميات الأرقام على نظام الحكم في فرنسا في التاريخ الحديث، من هذه التسميات الجمهورية الثالثة في فرنسا، والتي جاءت بعد أن خسر نابليون بونابرت على يد الألمان، وقد استمرت هذه الجمهورية لفترة قاربت على السبعين عاما، وكانت السمة المميزة لهذه الحقبة هي الاضطرابات السياسية، لدرجة أنه بمراجعة بسيطة نلاحظ كثرة الرؤساء في هذه الفترة (11 رئيس حكومة).
في بعض الأحيان قد يكون بقاء شخصا ما على سدة الحكم، فيه من المنفعة الشيء الكثير، خاصة إذا ما أمعنا النظر في سياساته والإنجازات التي قام طيلة فترة حكمه.
في العراق وبعد التغيير الذي حصل في نيسان 2003 وسقوط نظام صدام، الذي جر الويلات على هذا البلد، وبسبب طبيعة التكوين الديموغرافي أن يكون الحكم في يد أكبر من مكون فيه، لهذا فقد استلم الشيعة الحكم بعد أن اتفقت جميع الأطراف على أن يكون الجميع مشاركا في القرار السياسي في البلد، الذي حصل وبعد مرور ما يقرب من الثماني سنوات أننا لا نلاحظ وجود مشاركة في القرار السياسي؛ بل هي مجرد واجهة يتم تعليق أخطاء الحكومة عليها إذا فشلت، في الوقت الذي تتباهى بأنها الوحيدة التي نجحت إذا ما حققت النجاح ( لا أدري أي نجاح يمكن أن يحسب للحكومة).
بعد فترتين رئاسيتين لدولة الرئيس نوري المالكي، لا يكاد المتتبع المنصف أن يتجاوز إنجازاته الرائعة في تحقيق الأمن والاستقرار لهذا البلد، الذي تعصف به الأزمات من قبل شركاءه قبل اعداءه، فالجميع يتربص بدولته في محاولة للانتقاص من أهمية ما يقوم به من أعمال؛ للارتقاء بالمستوى المعاشي للمواطن من خلال توفير الخدمات التوظيف.
بالرغم من قلة الواردات المتحصلة من تصدير النفط، بالإضافة الى كثرة المطالبات من المحافظات المنتجة للنفط، والتي تطالب بما هو ليس بحق؛ من قبيل صرف مبلغ الخمسة الدولارات، التي لا يعرفون أن يصرفوا خمس هذا المبلغ فكيف يصرفون المبلغ كله، فإن دولة الرئيس ماضٍ في خطته للارتقاء بالمستوى المعاشي لأبناء بلده الذين خرجوا بالملايين لإعادة انتخابه في الدورة الثانية؛ وبالتأكيد فإن هذا العدد سيتضاعف في الدورة الثالثة.
إن إعادة انتخاب دولة الرئيس للمرة الثالثة، سيعني بالتأكيد أن سياسة دولته ناجحة، لكن هذا النجاح يحتاج الى أشخاص يديموا زخمه، ووفقا للآية القرآنية التي تقول بأن ((الأقربون أولى بالمعروف)) البقرة 215 فإننا نرى أن على رئيس الوزراء أن يقوم بتكليف نجله الأكبر بإدارة المؤسسات التي لها مساس بالأمن القومي (جهاز المخابرات مثلا) تأسيا بما كان يقوم به من سبقه من الرؤساء العرب والأجانب.
وفق الله دولة الرئيس لما يحب ويرضى، والحمد لله ناصر المؤمنين.
https://telegram.me/buratha