المقالات

الحرب الانتخابية و الفشل الاخلاقي......

553 00:34:43 2014-04-22

محمد رشيد القره غولي

السباق الانتخابي المبني على اساس البرامج في ادارة الدولة يكون اكثر حضاريا و له عوائد ايجابية على الناخب حيث نجعل منه في قمة الوعي في تحديد اي البرامج التي ستخدمه و ترفع الحيف عنه، لكن هذه المعادلة و للاسف لا تنطبق على الواقع العراقي و السبب في الفساد الكبير الذي تجذر في الدولة و مؤسساتها و سوء الخدمات افقد الشارع الثقة في تلك الاحزاب و برامجها ان وجدت، مما دعا رجال الاحزاب الى رمي فشلهم على باقي الكتل لاقناع الشارع ان برامجهم تعثرت بسبب تلك الكتل المنافسة. لا شك في اوقات نجد ان بعض الكتل تحاول جاهدة الى افشال الحكومة من خلال الحراك السياسي او حتى العسكري في سبيل جر الحكومة الى اتخاذ قرارات لا تخدم مصالح احزابها و جعلها امام الشارع فاشلة، و لكن هذه مسالة قد تكون طبيعية في عراق ما بعد السقوط و الصراع على السلطة، لذا رجل السياسة في مثل هذه الظروف و المعطيات يبرز في مدى استعداده لتحمل هذه المسئولية الكبيرة في ادارة ملف شائك وسط هذه الاجواء المحتدمة، ولا بد ان يكون له نظرة استراجية في تمرير برامجه التي جاء من اجلها لخدمة البلد، و الا ان يخرج منها و تركها الى من هم اقدر.
فالحرب الدائرة لا ترحم احدا في سبيل الوصول الى الهدف المنشود و هي السلطة التي تطمع الكثير من الكيانات الوصول اليها، لكن هذه الحرب جرت الشارع الى تصارع و صدمة فكرية في معنى الانتخاب و كأن الانتخابات قامت على اساس تسقيط الاخر و هي الطريق نحو الحق في انتخاب المرشح الفلاني، و لا اظن ان هذه الظاهرة ستنتهي في العشر سنوات القادمة لان التغير قد يكون لكن ليس بشكل كبير و كاني ارى انها تجذرت في عقول النسبة الاكبر من هذا الشعب. و الغريب ان التسقيط اصبح في نفس المكون الواحد سواء شيعيا ام سنيا او كرديا، فالصراع على الاغلب بين المكونات الواحدة و هي ايضا مسالة طبيعية في عراق ما بعد السقوط لان الاحزاب لم تاتي على اساس طائفي لكنها تستغل الطائفية في سبيل اقناع الناخب بانها صوته الناطق بالحق، فلو كانت القياسات على الاساس الطائفي او القومي لكان من الاجدر ان تاتلف هذه المكونات لان الموضوع اكبر من الاهداف المادية بل هي فكرية ايدلوجية. و لا اشك ان هناك كيانات تعتبر الموضوع الطائفي من اولوياتها و قد تتنازل عن الكثير في حفظ هذا المبدا، و بالتاكيد ليس الموضوع الطائفي معناه التعصب الاعمى و انما الخدمة للشريحة التي يمثلها. لذا الاحزاب التي لا تكترث للموضوع الاخلاقي في ادارة حملتها الانتخابية ستجني بعض الثمار من خلال استغلال جهل الناخب بالاعيبهم الشيطانية، من هنا غالبا ما نسمع بعد كل انتخاب هناك من ندم على اختياره لانه وجد ان الوعود التي اطلقت مجرد كلام دون عمل. 
ان هذا السقوط الاخلاقي في تسقيط الاخر قد وصل الى النساء المعففات التي يشاركن في الانتخابات، فطال المحتشمة فضلا عن المتبرجة ، من خلال التصور الفاضح و نشره عبر صفحات التواصل الاجتماعي، و هذه كانت بداياتها منذ انتخابات مجالس المحافظات السابقة و بحكم التقليد الارعن لبعض الساقطين انتشرت بشكل اكبر في هذه الانتخابات و شارك في هذا التسقيط انصار القوائم المتنافسة توهينا بالقوائم الاخرى بالرغم ان لديها ايضا في قوائمها متبرجات. هذه طامة كبرى افرزته هذه الانتخابات لان اعراض الناس ليست لعبة بايدي تلك الاحزاب و مناصريها الذين انجروا الى قذف المحصنات، و المشكلة ان هذه التصرفات على مراى و مسمع تلك الكتل فلم تكتفي بتسقيط الاشخاص على اسس النزاهة بل اصبح التسقيط على اساس الخدش باعراض الناس. لاشك ان هذه الاحزاب قد اشاعة السوء بين المؤمنين و اصلت الى تصرفات تخدش بالمجتمع العراقي و صورته امام الراي العام الخارجي، فالانتخابات العراقية و غيرها هي من اهتمام الكثير من الدول فالعيب كل العيب ان نجعل من هذه الصورة التي يجب ان تكون براقة الى صورة مشوهة تعكس نظرتها على المجتمع العراقي، و للاسف ان البعض من ابناء هذا المجتمع بدلا ان يقف بالضد من هذه التصرفات انزلق الى حضيضها فوقع في المحضور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك