المقالات

شجاعة في موقف مصيري

715 21:28:28 2014-04-21

عاصف الجابري

ما أسهل البحث عن مكان واستغلال مكاسبه، كان ذلك وظيفة بسيطة الى هرم السلطة؛ لكن الأصعب أن تستطيع جعل الموقع مركز نتاج حيوي تنموي فاعل، يدير الأزمات لا يُدار بها، يستطيع الانتصار للمواطن؛ لا ينتصر عليه، يلتفت الأنظار الى الحقوق لا يلتف عليها، يتوقف ولا يقف يعترف لا يتمادى، يملك شجاعة المراجعة ولا يتراجع عن الهدف.

الدستور ضمن المساواة والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات العادل، لا امتياز للرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة والبرلمان على مواطن، والجميع عليهم الانسياق خلف الإرادة الشعبية. يظهر إن عند جهينة الخبر اليقين، سوف ننتظر ونقول كلمتنا، المرجعية الدينية قالت وانتصرت لحقوق المواطن، في مرحلة مصيرية؛ حيث يُفتقد القمر في ليل العراق الحالك، سوء إدارة لدولة واقتصاد متردي وفقدان أمن في الشارع، والمؤسسات متقاعدة بلا إنتاج، ويتمنى أحدنا الموت في بيته ولا تمزقه المفخخات في الشارع، يتجرع العذاب وينتظر قرار الإرهاب والانتهازيين.

بفارغ الصبر كنا ننتظر إقرار قانون تقاعد منصف، نتأمل بعده المطالبة براتب للضمان الاجتماعي، وتقاعد للقطاع الخاص، وتحسين لمخصصات الزوجية والأطفال، وإطلاق خطط استراتيجية لمعالجة أزمة السكن، كنا نتمنى من الحكومة والبرلمان وأصحاب الدرجات الخاصة، أن يمسحوا شيء من سوداوية الصورة العالقة في عقل المواطن، ويبتعدوا عن الأنانية والطمع والجشع واستخفاف حق المواطن، يتذكروا مواقف التذلل والتودد أيام الانتخابات، والتجوال بين أحياء الفقراء وشم روائح البرك الأسنة، ويطبعوا في عقولهم عويل الأطفال الجياع في بيوت الصفيح، ويصدقوا ولو لمرة واحدة بموقف وطني، وهم يجمعون معاملات التعيين وتوزيع الأراضي والمسدسات وشراء الذمم، وليفكروا بعقول الصحوات والنخوات والفزعة الى الوطن الغارق في المشاكل والمجاعة والبؤس، أربعة ملايين منهم متقاعد تحت خط الفقر، أن لا يتبجحوا بإنشاء نافورة ورصيف يزفت ملفات الفساد والتأمر على الشعب، ويطابق سرهم علانيتهم ويخلعوا القناع الوطني عن وجوه العصابات.

انتظر الملايين قانون التقاعد، بعد تظاهرات ومطالب، بُحت الأصوات لها، واستنتجنا طغيان مصاصي الدماء والبترول وسراق القوت، قوانينهم لا تمت للنظريات الاقتصادية بصلة، وتقاعد متفاوت ظالم يأكل الانتهازيين كد المواطنين، خرج من زاوية ضيقة في أخر جلسات البرلمان لدورته التشريعية، كرس الصورة التي تستهدف الإطاحة به كونه من المفروض قبة الشعب، الجميع يقول لم أصوت على الفقرات التي تخص الامتيازات، وتنصل جماعي وهروب الى الامام من المشكلة، وأصابع الاتهام تساق الى الكتلة التي كانت تطالب بقانون التقاعد العادل، كأنه جاء بغفلة مجلس الوزراء! أو إن اللجنة القانونية البرلمانية كانت نائمة!
تخلى جماعي من المسؤولية، وتقاذفت الاتهامات، والحكومة ترمي الكرة في ساحة البرلمان، لكن كتلة المواطن اتخذت موقف صارم شجاع، مطالبة بكشف التصويت، وعزل كل من يثبت تورطه في هذه الفقرات السيئة، ولا تقبل ترشيحه، الشعب عليه أن يعرف منه له ومن عليه، ويصدر قرار: لا انتخاب لمن يسعى الى الامتيازات.

ليس معيبا ان يعترف الانسان بالخطأ، ويقف ولا يرمي التقصير على الأخرين، والاعتراف العلني أفضل من خداع مواطن أصبح مبصراَ لما يحاك ضده.
المواقف تحتاج الى شجاعة أهمها الاعتراف بالتقصير، والجرأة في اتخاذ المواقف، يبدأ بالنفس ثم الأقرب، ومن يملك المشروع الوطني لا يتردد ولا يتنازل عن الثوابت، والتغيير لا يحققه سوى رجال المواقف المصيرية، وكفا تستر على العيوب الكارثية. كتلة المواطن قررت فهل تملك الكتل الأخرى الشجاعة على طرد قياداتها؟

عاصف الجابري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك