المقالات

(((المشاركة في الانتخابات...والمفهوم الوظيفي والتمثيلي )))

1312 19:05:11 2014-04-21

عبد الخالق الفلاح

الانتخابات البرلمانية القادمة في 30 نيسان -ابريل هي ممارسة من الممارسات الديمقراطية المعاصرة ليثمر عنه اختيار اشخاص لتولي انابت ابناء الشعب وتمثلهم في مجلس النواب والعمل تحت قبته وم ل ت ال و اص فيه لتحقيق الحياة الفاضلة من خلال سن قوانين جديدة قادرة على التغيير والنهوض بالبلد نحو الافضل وان ما وصل اليه العراق في المرحلة الماضية يمكن ان تكون تجربة ناضجة للجميع رغم فقر معطياتها على ضوء مجريات العملية السياسية ولاننسى ما حصل من الاخفاقات والصدمات المؤلمة في صياغة الرؤى والاهداف الحقيقية للجميع..

لقد تجاوزت المرحلة الماضية في العملية السياسية المفهوم الوظيفي والتمثيلي حيث كانت الفترة جامدة وبطيئة الحركة نتيجة الصراعات والازمات المفتعلة لبعض القوى لحسابات حزبية وشخصية ضيقة وطبعاً قد يعتبرها البعض من الامور الطبيعية للولادة الجديدة وهذا صحيح لأن الكثير من تجارب البلدان يمكن ان تُبحث عنها تاريخياً ويمكن الاستفادة من ممارسات تلك الشعوب والتي على شاكلتها في المراحل التي مرت خلال تجاربهم الماضية لتجاوز الاخطاء والسلبيات ومعالجتها . 

قد لاتفرز الانتخابات القادمة متغيرات جديدة او ايجابية للمرحلة المقبلة بسبب فقدان الثقة بين القيادات والقواعد الشعبية الجماهيرية نتيجة الاخطاء التي غطت ممارسات تلك القوى المشاركة في العملية السياسية على اساس الشراكة البائسة مع الفرقاء وما افرزته من اخفاقات كارثية في ادارة البلد والتي امتازت بفرض الارادات دون ان يجني الشعب ثمار عملها وتحقيق اي مكسب واقعي مشهود له لذا سوف لن تنطلي الاساليب الملتوية والخطابات المفترية والاعلام المأجور لخداع ابناء الوطن مرة اخرى ولن تثني ارادة الشعب عن تحقيق طموحاته...

كانت هناك سوء ادارة الملفات الخدمية وعدم تبني رؤية عصرية لأقامة دولة عادلة ولم يكن لمجلس النواب اي دور حقيقي للتشخيص والرقابة الواقعية والواضحة وكثرت الاخطاء والكبوات المتلاحقة في اعداد القوانين الضرورية والملحة واخرها عدم اقرارالميزانية السنوية 2014 والتي تعتبر العمود الفقري لبناء الدولة وتوفر العيش الرغيد للمواطن ووعدم اقرارها يعني تتوقف حركة التطوير ومما زاد في الاحباط لدى المواطن هو منح الاعضاء الامتيازات التي لايستحقونها ولاينبغي ابداً اعطائها لهم بعد ان فشلوا فشلاً ذريعاً لانابة جماهيرهم في صياغة القوانين المهمة التي تهمهم وتوفر ابسط سبل الحياة رغم الميزانية الضخمة التي خصصت للسنوات الماضية والنزعة المتعالية لرئيس مجلس النواب للتعامل مع القوانين المدرجة في جداول عملها اليومي...

ان بناء الوطن لايتم من خلال الخطابات الرنانة والتشدق بالشعارات التي تمجد الشخوص لا الوطن والتحديات الكبيرة التي تحيط به على المستوى الامني والسياسي والاقتصادي مما يستوجب صياغة مشروع سياسي واقتصادي يحرك مؤسساته المعطلة ويضع برنامجاً متكاملاً لاعادة الحياة للمصانع المعطلة بعد فشل وزارة الصناعة في مهمتها جراء الفسادة المستشري في مفاصلها...

اذن العراق يحتاج لمباحث ومخارج تمكنة على عبور المرحلة وتجاوز الازمات ووضع المعالجات الصحيحة وتأشير نقاط الخلل وتقع هذه المسؤولية على المواطن وهو قادر على التغيير الجذري بالمشاركة الفعالة في الانتخابات وليجعل من صناديق الاقتراع المفصل لانتاج رؤية استراتيجية واقعية للدولة الوطنية بكل ابعادها لان الوطن ماعاد يتحمل مزيداً من استنزاف قدراته واستهلاك اوقاته والزمن لايرحم من التأخير عنه وعقارب الساعة لاتعود الى الوراء ويتحتم اقبال افراد المجتمع بأتجاه صناعة المستقبل الذي ينتطره من خلال صناديق الخلاص القادمة ووعي وطني من شأنه ان يعزز مفهوم الديمقراطية البرلمانية الغضة في عراقنا الجديد الذي لا يزال يعيش مخاض من الازمات السياسية والتحولات الاجتماعية وصولا الى تحقيق دولة المؤسسات التي تحترم وتحقق مبدأ المواطنة الذي يمثل الركيزة الاساسية في النظام الديمقراطي. ولانقاذ البلد من التهالك والانهيار والألتحاق بركب التطور اذا ما ادرك الوقت والاسباب...


عبد الخالق الفلاح
كاتب واعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك