حيدر فوزي الشكرجي
أي عراقي يسافر لأي دولة خارج العراق، سيلاحظ الفرق الشاسع بين العراق وبقية الدول بالنسبة للفساد الأخلاقي، وهذا الكلام يشمل حتى الدول الإسلامية، فالنسيج العشائري للعراق ساعد على تقليل التأثير الخارجي للفساد الأخلاقي، وهنا رب سائل يسأل: إذا لماذا حال العراق من سيء إلى أسوء، بينما هذه الدول تنعم بالرفاهية والأمان؟ السبب، أن الفساد الأخلاقي لهذه الدول ضرره العام قليل، وأكثر الضرر يكون على الشخص نفسه الذي من الممكن أن يتوب يوما ويسامحه الله تعالى، بينما العراق يعج بالمظالم فعلى أرضه يسحق الفقراء، ويقتل الشرفاء، ويعبد الجبابرة والطواغيت.
لدينا كل المقومات أن نكون شعب عظيم، ونجعل العراق دولة عظمى، خيرات كثيرة لا تنضب، أراضي شاسعة غير مستغلة، عقول فذة، إلا إننا للأسف تنقصنا الإرادة للتغير.
فالكثير منا يناصرون من هو أصلا في السلطة، بغض النظر أن كان عادلا أو ظالما ، فمجرد وجوده على كرسي الحكم له مفعول سحري، فيصدقون كل ما يقوله وان كان كذبا بين، وله الحق في هدر المال العام، وارتكاب المظالم، وقتل الأنفس بغير حق، فكل ما موجود في العراق هو ملكه، يتصرف فيه كما يشاء، والعراقيين عبيد لديه لا يحق لهم الاعتراض أو التذمر.وأغلبية صامتة، فهم غثاء كغثاء السيل، كثرة بلا نفع، فهم يعلمون جيدا أن الحاكم ظالم لا يجوز إتباعه، ولكنهم لا يتحركون لتغير واقعهم، وأقصى ما يصلون أليه هو التذمر فيما بينهم ولعن زمانهم، والتمني أن يستيقظون في احد الأيام فيجدون العراق بلد متطور على رأسه حاكم عادل، من غير أي تدخل أو مجهود منهم!!
وقلة معارضة، مصيرها في النهاية دائما أما تحت التراب أو في ظلمات السجون، هذا هو واقع الحال في العراق إلى الآن، ولكن رغم اشتداد الظلام فهنالك بارقة آمل، اليوم الكل يسمع هدير رياح التغير، رياح زلزلت الأرض تحت أقدام الطواغيت وأعوانهم من الفاسدين، نعم يبدوا أن المواطن العراقي قد استيقظ أخيرا مطالبا بحقوقه، نعم أني أكاد أرى أن رايات الباطل نكست، وان راية الحق ترفع في العراق من جديد.
https://telegram.me/buratha