المقالات

بعد العاقول. ما لنا ومالهم؟

2006 16:20:09 2014-04-17

بعد عشر سنوات ونصف من عمر تجربتنا العاقولية ـ نسبة الى الجمل الذي يحمل ذهبا ويأكل عاقولا ـ نجد أن الحاجة ماسة لتحديد مالنا أو علينا، وما لهم وما عليهم ـ ناـ أي نحن الشعب، ـ هم ـ أي الممسكين بآهاب السلطة...!

بعد هذه التجربة العاقولية، يحق لنا أن نقول: أن من حقنا أن نرص أحلامنا في مصفوفة، تليق بانتسابنا لوطن "نشتهي" الانتساب له، لكن ما نشتهيه لسنا ببالغيه. ويحق لنا أن ندعهم يأخذون ما يشاءون من ثروات، وبالقدر الذي يمكن أن تتسعه خزائنهم، وحساباتهم البنكية في الخارج، لكن بالمقابل نطالبهم فقط أن يتركوا لنا الحلم ـ الوطن. أو الوطن ـ الكفن.

يمكنهم أيضا أن يسكنوا أنى يشاءون، وأنى تفيد الزمان والمكان، يمكنهم أن يسكنوا في مانشيتات الصحف، وفي شاشات التلفزيون، وفي الفنادق والنوادي، وفي المناطق الخضراء المتعددة ـ صار لدينا في كل محافظة منطقة خضراء يحتمون بها ـ ونطلب منهم أن يدعوننا نسكن أنى نشاء حتى لو في المزابل والمقابر، شريطة ألا تمطر علينا خلافاتهم مفخخات وعبوات ناسفة، وأن لا يرسلوا صبيتهم يقتلوننا بالمسدسات الكاتمة. أه! كم نكره الموت الكاتم، لأنه يشبه الجوع النائم...!

لهم النصف الملآن من الكأس، والشاشات الملونة، الورق الصقيل لمجلات شبكة الإعلام العراقي، الصحون المتبلة بالمايونيز، والجنسيات المزدوجة، الحسابات البنكية المنتفخة، والعرَّابون في مراكز القرار.... ولنا الآلام والمواجع كلها، شريطة أن لا يكونوا هم آلامنا ومواجعنا.... فالذي فينا يكفينا، ونريد أن نستعيد أوجاعنا التي عهدناها من قرون وسرقوها...! ... فقد سرقوا حتى الوجع الحسيني منا، نريد ما تراكم على ظهر الزمان من كمد وحزن، ولا بأس أن يتركوا لنا النصف الفارغ من الكأس...!

نقبل بالأمراض والآفات وحوادث الطرق وخلافات القبائل، ومشكلات ضربات الشمس، نقبل أن ينسانا الزمان ونجلس على الحصران، ولا بأس أن تهاجمنا جحافل البق والذباب، وأن نشرب من مياه المستنقعات، ولهم أن يشربوا المياه المستوردة من السعودية، ويجلسوا في مؤتمرات الشرف السياسي، يتناولون الكافيار والقهوة العربية المهيلة، يوزعها شاب أرتدى كوفية وعقالا وحزاما بصف رصاص، كما يفعل العبيد في مضائف الإقطاع أيام زمان.

لهم ما يشاؤون أن يختاروا من عسل النحل ومن أي طعم يشتهون، بطعم الأكاسيا، أو البرتقال، أو الكاميليا او الكاردينيا، لهم أن يتحكمون بأوقات نومنا، ولهم ان يمنعوا الهواء عنا، ولهم ايضا أن يحددوا لنا وقت معاشرتنا لنسائنا، بعد أن حددوا سيرنا وفق أرقام سياراتنا...! ولكن ليس لهم أن يزرعوا الشوك على طريق حلمنا، ولا أن يجبروننا على أن نطأطئ رؤوسنا.
كلام قبل السلام: ثمة شيء نسعى من اجله لا تفهموه. فعلى هذه الأرض ما يستحق أن نعيش له، أنه الكرامة.
سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك