المقالات

مرآة العقيدة لدى الآمر و المأمور ( الجيش العراقي إنموذجاً )

1101 20:29:00 2014-04-15

محمد ابو رغيف الموسوي

لا شك ولا ريب إن للجيش العراقي الوطني مقامٌ مُصان وحُرمة لا يـُمكن بأي حال من الأحوال التطاولُ عليها أو الإنتقاص منها , لما لهذا الجيش المِقدام من تاريخ عريق وحاضر مُشرف ومستقبل واعد في الذود عن مكتسبات الشعب العراقي وتطلعاته المشروعة على الرغم من شدة بل وإشتداد الحَرب الخارجية التي تجمعه بالعشرات من الجماعات الإرهابية المحلية منها والأجنبية وأمثالها من الأجهزة الإستخبارية الإقليمية , فضلاً عن حربه الداخلية التي يـُصارع فيها بقايا (البعث) الهدام الذين لا غاية لهم من وجودهم في داخل هذه المؤسسة إلاّ التخريب والتضليل والسعي لتشويه صورتِها عند عموم أبناء الشعب العراقي في ظل ضياعها وسط زحمة المناقصات السياسية وفوضى المحاصصات الطائفية على إمتداد أربعة أعوام .

وما لفت النظر وجذبَ الإهتمام خلال الأيام الماضية تصاعد حِدة الجدال والسجال السياسي والإعلامّي بل وحتى الشعبي في واقعية (العقيّدة) عند أبناء المؤسسة العسكرية , والتي لا أشك شخصياً في حقيقة وجودها بل وترسخها في نفوس الغالبية الساحقة من منتسبي ومراتب هذه المؤسسة الوطنية وأعتبرُ الإنتقاص منها إساءة لعامة أبناء الشَعب العراقي بمختلف آطيافهم وقومياتـِهم , إلاّ أني أراها -آي العقيدة- موضع نقاش وَريبة عند البعض القليل من القيادات المتنفذة خصوصاً تلك التي أشتـُهر عنها وقوفها بل وعملها ضمن الخطوط الأولى في حكومة البعث المُبادة والتي لا أبرئها - أي تلك القيادات- من الوقوف خلف الخروقات الأمنية والأخطاء الميدانية والتي تهدف إلى تحقيق ثلاث غايات .

فأما الغاية الأولى فهي تحقيق أعلى نسبة من الخسائر في صفوف المدنيين العـُزل عبر تسريب السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والأسلحة الكاتمة إلى داخل المناطق الشعبية , والمساهمة في تهريب القتلة والمجرمين لا سيما المحكومين منهم في عمليات هروب جماعية , والعمل على إتمام عقود عسكرية لا يمكن وصفها إلا بـ(الفاشلة) وخصوصاً تلك المتعقلة بأجهزة الكشف عن المتفجرات والطائرات العسكرية وغيرها . وأما الغاية الثانية فهي إستنزاف قطاعات المؤسسة العسكرية العراقية بعددها وعُدتها من خلال إيقاعها في (حتوفٍ) مَحسومة مسبقاً وجعلـِها (لقمة سائغة) لدى إرهابيي (داعش) وباقي المجاميع المُسلحة كما رأينا في الكثير من الحوادث والشواهد لا سيما في العمليات الجارية في محافظة الأنبار وحزام بغداد . وأما الغاية الثالثة فتتمثلُ بالسعي وعبر وسائل متعددة لإسقاط هيبة الجيش في الشارع وقطع حبل الثقة الممتد بين المواطن من جهة والجندي من جهة أخرى من خلال إشاعات (الإرجاف) والتشويه والتي تساهم في دعمها وبثها وسائل إعلام عربية كبرى وشخصيات سياسية عراقية على مدار الساعة وهيهات لهم ذلك- . فالذي سَبق من الغايات وما خفي عن العيان لهو خير دليل على إنتفاء (عقيدة ) بعض هذه القيادات والمراتب العسكرية الفاسدة .

فـ(العقيدة) عند علماء النفس هى كل ما عـُقد فى النفس ويصعب فكهُ , فهي هُنا تربية نفسية لزرع قناعات معينة ، تكون أكثر رسوخاً من مجرد فكرة أو رأي أو وجهة نظر أو ولاء حزبي أو طائفي ضيق , والسبيل الوحيد لترسيخ هذه (العقيدة) وهذه القناعات في النفوس والأبدان هو الإهتمام والمُداراة لا العكس بطبيعة الحال , فالأحرى بالمدافعين عن (العقيـّدة) وأنا منهم- اليوم أن يلتفتوا لتطهير المؤسسة العسكرية وبكافة مفاصلها من المُفسدين المتنفذين , وأن يسعوا لضمان حقوق منتسبي هذه المؤسسة وخصوصاً فيما يخص مستحقاتهم المالية وتوفير العيش الكريم لعوائل الشهداء والمصابين منهـُم , وأن لا يتسافلوا بهذه (العقيـدة) المقدسة ليجعلوا مِنها شعاراً إنتخابياً رخيصاً بدل أن تكون مـَشروعاً حقيقياً لتحقيق الرُقي النفسي والثبات الميداني عند أبناء الجيش العراقي , آخذين بمبدأ إن جيش العراق لِكل العراق ولم ولن يكن يوماً من الأيام تبعاً لشخص أو حزب أو طائفة فكرية أو مذهبية معينة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك