المقالات

الهندسة الطائفية للري في العراق!..

2104 07:41:46 2014-04-15

    سنتحدث عن أس آخر لمشكلات العراق، لنتناول نتيجة واحدة من نتائجه، والمتمثلة بسيطرة مسلحي التنظيمات الإرهابية على شبكة الري في أعالي الفرات، وتحكمهم بمجرى النهر..

     ربما لا يوجد مهندس ري عراقي، لم يقرأ كتاب "Irrigation in Iraq"، فقد قرأته باللغة الإنكليزية سنة 1972، ككتاب منهجي يُملى على طلبة الصف الثاني من كلية الهندسة آنذاك، ومازالت نسخته عندي منذ ذلك الوقت.

   في هذا الكتاب الأكاديمي الرائع، يشرح كاتبه المهندس الإنكليزي بي بيورنك، تاريخ الري في العراق، ويتناول بالتفصيل مشكلات الري، ويضع تصورات لحلول تلك المشكلات..

   الكاتب أشار في بحثه المعمّق، الى أن العراقيين هم أقدم سكان الكرة الأرضية، قدرة في التعامل مع المياه وترويضها وتطويعها لخدمة الإنسان، وأشار الى كفاءتهم بإدارة هذا الموضوع الحيوي، طيلة الـ 1000ألف سنة المنصرمة..

          ضمن آرائه الواردة في كتابه، أن المجرى الحالي لدجلة والفرات، ليس هو المجرى الطبيعي لهما، بل إن هذا المجرى العظيم، هو نتاج جهد آلاف السنين من العمل الشاق لترويض النهرين، وخص بالذكر فروع دجلة والفرات، دجيل، والغراف، والمشرح والكحلاء والبتيرة لدجلة، والحلة والديوانية والهندية والحمار للفرات، وكل ذلك كان نتاج العقل والزند العراقي ..

   مات "بيورنك" في ستينيات القرن الماضي، وترك لنا كتابه مفتوحاً على سبعينيات القرن العشرين، حينما تدخل عامل جديد في إدارة شبكة الري في العراق، وهو عامل الهندسة الطائفية !.

  فقد شرع النظام الطائفي البعثي آنذاك، بترويض دجلة والفرات ليس لخدمة الإنسان العراقي، بل ليحولهما الى شيطانين يسحقان هذا الإنسان.

   لقد قام بإنشاء شبكة سدود على النهرين العظيمين، فأنشأ سلسلة من السدود والنواظم، وتشكلت خلف تلك المنشآت، بحيرات وخزانات ماء عظيمة: الثرثار، حديثة، الرمادي، الفلوجة، الحبانية على مجرى الفرات، وسد صدام وبحيرته، وبخمة وكلك وسامراء على دجلة.. اللافت أن جميع تلك السدود كانت تقع شمال بغداد، ما عدا سدي الكوت والعمارة اللذين أنشئا للسيطرة على ما يليهما من أرض وسكان.

  وناغمه في مخططه الأتراك، وسلسلة سدادهم بمشروع الكاب التركي، التي تربو عشرين سداً على النهرين، وحذا حذوه السوريون في سد الفرات وطبقة.

كانت النتيجة المباشرة لهذا المخطط الخبيث، أن جف الوسط والجنوب العراقيين، وأنتشرت الملوحة في التربة، وتخربت أرض زراعية، كانت تعيل 30 مليون انسان، في عهد بني العباس كما تشير روايات "ربعهم".. وانتهت أرض السواد الى أن صارت أرضاً يباب، لأن سكانها ليسوا من طائفة الحكام .

  اليوم نلمس لمس اليد غرضاً خبيثاً آخر، من مخططات النظام البعثي الطائفي، تركه أرثاً لمن خلفوه، فقد كان يسيراً عليهم قطع مياه الفرات عن الوسط والجنوب، لإتمام المخطط البعثي الطائفي، بقتل إرادة أهل الوسط والجنوب .

كلام قبل السلام: لا تستخف بذبابة تقف على طعامك، فالإسكندر المقدوني قتلته بعوضة ! فقد خرج من مقدونيا فاتحاً، وهبَّ على العالم القديم كالإعصار لم يعد إلى بلاده ثانية، فقد مات بالملاريا في أثناء عودته من الهند بلدغة بعوضة، ولا أحد يدري أين دفن!.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك