المقالات

سلامة وطن أم ترميم سلطة؟!

1306 18:10:23 2014-04-14

محمد الحسن

أثير مؤخراً الحديث عن قانون (السلامة الوطنية) والذي تتبناه كتلة "دولة القانون" ورئيس الوزراء تحديداً, ولعله من الغريب أن يُرسل هذا القانون إلى مجلس النواب قبل إنتهاء دورته بأيام فقط!..يبدو إن في الأمر بعداً آخراً, أو هي "رفسة المحتضر"..!

إن السيد رئيس الوزراء بدأ يضيق ذرعاً من التراجع الحاد في رصيده الجماهيري, لدرجة أصبح من الصعب جداً وضع أسمه بين المنافسين لرئاسة الوزراء في الدورة المقبلة؛ لم يكن هذا التراجع نتيجة لترف في فكر المواطن, أو رغبة لتغيير الوجوه فقط؛ إنما هي حقيقة الموت الجماعي المرافق لولايتي السيد المالكي..بصرف النظر عن الملفات الأخرى, فالأمن هو الهاجس الأهم والأكثر حساسية؛ لذا صار من الضروري إيجاد المبررات للفشل الذريع الذي منيت به الحكومة في هذا المجال..!

وضع القانون في برلمان شارف على الرحيل؛ يمثل ورقة إنتخابية وإجابة غبية عن تساؤلات الشعب القابع في دهاليز القتل؛ فالسيد الرئيس يعلم بإن البرلمان لن يتعاطى مع هكذا قانون لجملة أسباب أهمها إنعدام الثقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية, إضافة إلى الشكوك المثارة حول هذا القانون والقائلة بسعي السيد المالكي إلى إستخدامه كورقة للتصفيات السياسية وفرملة العملية الديمقراطية, سيما إن بعض فقراته مبهمة وتعطي حق إعلان حالة الطوارئ لرئيس الوزراء والتي هي من إختصاصات السلطة التشريعية حسب الدستور العراقي؛ أي تعطيل جزئي للدستور!
المساس بروح العملية السياسية والمتمثلة بالدستور, يعني إطلاق صلاحيات شخصية لجماعة بعينها, وإذا كنا تحت مظلة الدستور, ورغم فعاليته؛ نجد أبن السيد رئيس الوزراء يداهم ويعتقل دون أن يحمل أي صفة قانونية, ونجل السيد وزير النقل يمنع طائرة من الهبوط في مطار بغداد؛ فكيف بنا لو أُطلقت لهم السلطة؟!

السلطة التي تشوّهت بفعل إساءة إستخدامها؛ بحاجة إلى ترميم, فالكتلة الحكومية غير قادرة على تمرير هذا القانون في البرلمان, لعدم إمتلاكها العدد الكافي, ناهيك عن مقاطعتها للمجلس منذ أكثر من شهر. قانون السلامة, رسالة يراد توجيهها للمواطن العراقي, أو بصورة أدق للناخب العراقي مفادها: "إن التردي الأمني بسبب البرلمان".. وكأن الحكومة منزوعة الصلاحيات؟!
من لم يستطع فرض الأمن طيلة عقد كامل, يستحيل عليه تحقيقه في قانون, ولن يحققه؛ فالأمن ليس حاجة تظهر في موسم الإنتخابات ثم تختفي يا دولة الرئيس..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك