المقالات

ديماغوجية الحكومة وقانون السلامة الوطنية.

1339 07:22:39 2014-04-14

قيس المهندس

قانون السلامة الوطنية، أو فرض حالة الطوارئ، أو الأحكام العرفية، كان آخر مستجدات الساحة السياسية، إذ أرسلت الحكومة مشروع ذلك القانون، الى مجلس النواب على عجالة منها، مستغلة الفترة الزمنية القصيرة قبيل الانتخابات.

في ظل أزمة الثقة بين الفرقاء السياسيين، وفي ضوضاء المهاترات السياسية، ماذا تبتغي الحكومة بإرسالها لهذا القانون، وفي مثل هذا التوقيت، وعلى من ستطبقه؟! سيما ان ذلك القانون يعني: القفز على صلاحيات السلطات الثلاث.

ثمة سؤال يطرح نفسه محفوف بسيل من علامات التعجب، على من سيطبق رئيس الوزراء ذلك القانون؟!

ان كان يروم تطبيقه على الدواعش، فهاهي الحكومة في حرب معلنة مع الدواعش طيلة ثماني سنين.

وان كان يرغب بتطبيقه على السنة، فإنه لن يتمكن من ذلك، لأنه سوف يؤجج مسألة الطائفية، وسترفع الشعارات المناوئة له في العالم الإسلامي، سيما في الدول العربية الداعمة للإرهاب.

وان كان يريد أن يطبقه على الأكراد، فقد كان سلفه صدام أشطر منه وأكثر دهائاً ومكنة، بيد أنه لم يتمكن من المطاولة معهم.

إذن على من يروم تطبيقه؟!

لم يتبقى سوى ترهيب خصومه السياسيين!

يبدو أن الأمر كذلك، سيما وأن خصومه السياسيين، يزاحمونه على كرسي السلطة، وأبرزهم كتلتي المواطن والأحرار.

من جانب آخر فإن تمرير قانون السلامة الوطنية، يحتاج الى موافقة ثلثي البرلمان، وان كان ذلك الفرض في دائرة الإمكان، الا أنه يعد شبه مستحيل من جوانب أهمها: عدم إمكانية إتمام النصاب القانوني، سيما مع ظرف تشريع قانون لا يصب في مصالح الكتل السياسية قاطبة، بل انه ينذرهم بالويل.

بالإضافة الى أن جميع الكتل السياسية؛ تسعى الى تغيير شخص رئيس الوزراء، وتسعى الى إقامة الانتخابات في موعدها المقرر، دون حصول أي أمور من شأنها تأجيل الانتخابات أو تعطيلها أو إثارة المشاكل التي قد تغير سير نتائجها.

في ظل تلك الظروف الموضوعية، يبدو أن تمرير ذلك القانون شبه مستحيل. مما يدعونا الى التفكير في الغاية الحقيقية التي تسعى الحكومة لتنجيزها، بمحاولتها لتشريع مثل هذا القانون، وفي هذا الوقت، مع إدراكها لإستحالة تشريعه.

لم يتبقى لدينا سوى جانب واحد، يتمثل برهان الحكومة على سذاجة الناخب العراقي! كونها تنظر الى المواطن، كناخب يضمن وصولها الى الولاية الثالثة. فالمواطن العراقي، وبسبب سياسة التعتيم الحكومي المتعمد، والديماغوجية التي تستخدمها السلطة؛ لا يعرف ماهية ذلك القانون، فالسلطة سوف تصور ذلك القانون، على إنه فرض إجراءات مشددة تتخذها ضد تنظيم داعش الإرهابي، في محاولة منها لتأكيد تهمها التي وجهتها الى خصومها السياسيين فيما سبق؛ بمحاولاتهم تثبيط عزم القوات الأمنية، ودعمهم للإرهاب وما إلى ذلك من التهم التسقيطية.

قانون السلامة الوطنية، سيكون الورقة الأخيرة لدى رئيس الوزراء، والذي سوف يستخدمها لتسقيط خصومه، وكسب المزيد من الأصوات الانتخابية، وربما ينجح في حصد تلك الأصوات، بيد أنها لن تجديه نفعاً، وسوف تمر عليه ماكينة التغيير، لترميه في غيابة التأريخ.

قال تعالى عز وجل: وتلك الأيام نداولها بين الناس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك