المقالات

قانون السلامة الوطنية: الحد ما بين الدكتاتورية والديمقراطية

1346 07:18:05 2014-04-14

ضياء المحسن

نصت المادة ثانيا/ ج من الباب الأول/ المبادئ الأساسية، من الدستور العراقي الذي صَّوت عليه العراقيون، بدمائهم وأرواحهم عام 2005 على ((لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور)) وهذه الفقرة واضحة بما يدع مجالا للشك، بأن حرية الفرد لا يمكن الحجر عليها؛ بمجرد قانون يصدره مجلس الوزراء، ذلك لأن الأخير هو سلطة تنفيذية للتشريعات التي تصدر من أعلى سلطة تشريعية في البلد، وهو هنا مجلس النواب.

بعد أن شعر العراقيون، بأنهم غادرو الديكتاتورية الى غير رجعة، ها هم من يصورون للناس أنهم هم من حارب الدكتاتور، يحاولون إعادتنا للمربع الأول، وبالتالي يجبرون المجاهدين الذي إستراحوا من مقاتلة الطاغية، على حمل السلاح مرة ثانية لمحاربة دكتاتور أخر.

لو حاولنا قليلا قراءة القانون المقترح، لوجدنا فيه كثير من الثغرات القانونية والتعدي على صلاحيات السلطة القضائية، فالمادة ثامنا من القانون المقترح، تؤكد على أن لرئيس الوزراء الحق بالإفراج عن المتهم، حتى قبل أن يبت قاضي التحقيق بأوراقه، في الوقت الذي يؤكد الدستور العراقي على إستقلالية السلطة القضائية.

ثماني سنوات طيلة فترة حكم السيد المالكي، ماذا جنى العراق فيهن؟ سؤال علامة إستفهامه أكبر من برج بغداد، والسبب في ذلك، يعلمه دولته قبل غيره، فأزمات البلد تكاد لا تنتهي، من أزمة المركز مع الإقليم؛ وهنا سيقول بعض المالكيين الجدد، بأن الإقليم هو السبب في هذه الأزمات، ولو سلمنا بهذا؛ أليس المركز بمثابة الأب، ويجب عليه أن يحافظ على الرباط القوي للعائلة ولا يجعله يتفكك، مرورا بأزمات كثيرة لا تعد ولا تحصى، اخرها أزمة الأنبار، التي كانت كالجمرة الصغيرة، لكن دولته أيضا بلا مبالاته تركها تكبر الى حد أصبحت فيه كالنار المستعرة، وفي الوقت الذي طرحت على السيد رئيس الوزراء حلول عديدة، تجاهلها خشية من أن يحسب حل أزمة الأنبار لتلك الجهة، ولا شك بأن دولته يعلم بأن المقصود بهذه الجهة، هو رئيس المجلس الإسلامي العراقي، السيد عمار الحكيم، والذي كان له دور قبلها في جمع القادة السياسيين ومنهم السيد رئيس الوزراء والسيد النجيفي اللذين كانت العلاقة بينهما متوترة الى أبعد حد.

إن هذا القانون، ولد ميتا، ذلك لأن فيه من الخروقات الدستورية، ما يجعل بالسلطة التشريعية ترفض إقراره والمصادقة عليه، لأنها تعلم بأن السلطة التنفيذية ستحاول الإلتفاف على الدستور ومجلس النواب وتعطيل عملهما والعودة بالعراق الى الدكتاتورية من جديد.

إن على المواطنن تقع مسؤولية كبيرة في قابل الأيام، خاصة في الثلاثين من نيسان، وهو موعد الإقتراع على أعضاء مجس النواب القادم، وذلك من خلال منح أصواتهم الى مرشحين لم تتلوث أسماءهم أو كتلهم بالفساد ومحاولة العودة بالعراق الى الأيام التي ولت الى غير رجعة، على الناخب أن يمنح صوته الى مرشحين، مقتنعين الى ابعد الحدود بأن ازمتنا ليس بين السنة والشيعة، أو بين العرب والكورد، بل هي أزمة بين أن نواصل طريقنا الذي رسمناه بدماء الشهداء من أبناء هذا البلد، أو العودة الى الدكتاتورية من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك