المقالات

قانون السلامة الوطنية: الحد ما بين الدكتاتورية والديمقراطية

1183 07:18:05 2014-04-14

ضياء المحسن

نصت المادة ثانيا/ ج من الباب الأول/ المبادئ الأساسية، من الدستور العراقي الذي صَّوت عليه العراقيون، بدمائهم وأرواحهم عام 2005 على ((لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور)) وهذه الفقرة واضحة بما يدع مجالا للشك، بأن حرية الفرد لا يمكن الحجر عليها؛ بمجرد قانون يصدره مجلس الوزراء، ذلك لأن الأخير هو سلطة تنفيذية للتشريعات التي تصدر من أعلى سلطة تشريعية في البلد، وهو هنا مجلس النواب.

بعد أن شعر العراقيون، بأنهم غادرو الديكتاتورية الى غير رجعة، ها هم من يصورون للناس أنهم هم من حارب الدكتاتور، يحاولون إعادتنا للمربع الأول، وبالتالي يجبرون المجاهدين الذي إستراحوا من مقاتلة الطاغية، على حمل السلاح مرة ثانية لمحاربة دكتاتور أخر.

لو حاولنا قليلا قراءة القانون المقترح، لوجدنا فيه كثير من الثغرات القانونية والتعدي على صلاحيات السلطة القضائية، فالمادة ثامنا من القانون المقترح، تؤكد على أن لرئيس الوزراء الحق بالإفراج عن المتهم، حتى قبل أن يبت قاضي التحقيق بأوراقه، في الوقت الذي يؤكد الدستور العراقي على إستقلالية السلطة القضائية.

ثماني سنوات طيلة فترة حكم السيد المالكي، ماذا جنى العراق فيهن؟ سؤال علامة إستفهامه أكبر من برج بغداد، والسبب في ذلك، يعلمه دولته قبل غيره، فأزمات البلد تكاد لا تنتهي، من أزمة المركز مع الإقليم؛ وهنا سيقول بعض المالكيين الجدد، بأن الإقليم هو السبب في هذه الأزمات، ولو سلمنا بهذا؛ أليس المركز بمثابة الأب، ويجب عليه أن يحافظ على الرباط القوي للعائلة ولا يجعله يتفكك، مرورا بأزمات كثيرة لا تعد ولا تحصى، اخرها أزمة الأنبار، التي كانت كالجمرة الصغيرة، لكن دولته أيضا بلا مبالاته تركها تكبر الى حد أصبحت فيه كالنار المستعرة، وفي الوقت الذي طرحت على السيد رئيس الوزراء حلول عديدة، تجاهلها خشية من أن يحسب حل أزمة الأنبار لتلك الجهة، ولا شك بأن دولته يعلم بأن المقصود بهذه الجهة، هو رئيس المجلس الإسلامي العراقي، السيد عمار الحكيم، والذي كان له دور قبلها في جمع القادة السياسيين ومنهم السيد رئيس الوزراء والسيد النجيفي اللذين كانت العلاقة بينهما متوترة الى أبعد حد.

إن هذا القانون، ولد ميتا، ذلك لأن فيه من الخروقات الدستورية، ما يجعل بالسلطة التشريعية ترفض إقراره والمصادقة عليه، لأنها تعلم بأن السلطة التنفيذية ستحاول الإلتفاف على الدستور ومجلس النواب وتعطيل عملهما والعودة بالعراق الى الدكتاتورية من جديد.

إن على المواطنن تقع مسؤولية كبيرة في قابل الأيام، خاصة في الثلاثين من نيسان، وهو موعد الإقتراع على أعضاء مجس النواب القادم، وذلك من خلال منح أصواتهم الى مرشحين لم تتلوث أسماءهم أو كتلهم بالفساد ومحاولة العودة بالعراق الى الأيام التي ولت الى غير رجعة، على الناخب أن يمنح صوته الى مرشحين، مقتنعين الى ابعد الحدود بأن ازمتنا ليس بين السنة والشيعة، أو بين العرب والكورد، بل هي أزمة بين أن نواصل طريقنا الذي رسمناه بدماء الشهداء من أبناء هذا البلد، أو العودة الى الدكتاتورية من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك