عادي المالكي
دأب الانسان منذ بدء الخليقة، على تغيير نمط حياته، لاكتشاف الاسمى من طموحاته، محاولا الوصول لأكمل صورة.بناء على ما تقدم، فإن الانسان محبٌ للتغيير بطبعه ,ولم يكن سعيه حدثاً طارئاً أو مِن فراغ.
قد يكون ما يُشبِع رغبات الإنسان نصب عينيه؛ لكنه يغفل عنه لسبب من الاسباب! ليس ذلك عيبا أو نقصاً، فالتغيير ليس بالشيء الهين، هو محاولة لاكتشاف الأجود من الافكار ومحاولة تطويرها؛ فاختيار صديق جيد يحتاج الى وقت، عندما يشعر بأنه قد أخطأ، فإنه يحاول أولا، أن يعرف الاسباب، ومواصفات رفيق آخر، تكون فيه المواصفات التي يسعى اليها.
بعض البشر لا يتصف بالصبر! فيجزع من أول محاولة، ليبقى ملتصقا بالفاشل والمسيء، وقد ينحرف فيكون حاملاً لكل صفات رفيقه لائما نفسه نادما على اختياره، التغيير الحقيقي يحتاج الى صبر وإرادة صادقة، مع إيمان تام بأهميته، ليس نزوة عابره.
يستطيع الانسان الوصول الى درجة عليا من الكمال، إذا عرف قيمته التي ارادها الخالق له، مع ان اتباع إبليس لا يدعونه، فيقومون بإحباط همته وزرع العجز في نفسه.
الاخطر من إبليس هم أتباعه من البشر! الذين لا يرغبون بالتغيير سعيا منهم لحجب الحقيقة، يستغلون بذلك ضعف الشعوب وتخويفهم، فللباطل طريقان التهديد والانتقام، إن لم يرضخ الإنسان لإرادته الشاذة، فالفراعنة والحكام الطغاة والمتجبرين، صنيعة إبليس ,والمتملقون هم اتباعه.
لذا نرى عدم الثبات في حكم الارض! للصراع الأزلي بين الحق والباطل.
كلٌ يحاول الدفاع عن رأيه، قام الانسان بابتداع انظمة عديدة , لا مجال لحصرها , بل يمكن إيجازها بنظامين عامَّين هما نظام تسلطي فردي ونظام شعبي ,والتحول من الأول الى الثاني ليس بالأمر السهل ,يحتاج الى الإصرار على التغيير ومعرفة ما يريد المواطن ,عندنا في العراق ,تم الشروع بالتحول من نظام الطغيان ,لنظام حكم الشعب لنفسه ,الذي لم يرق لمرضى السياسة ,الذين نسوا المقولة المشهورة "لو دامت لغيرك لما وصلت إليك "فعمدوا لترسيخ وجودهم باستغلال مَواردِ البَلد وعقول السذج ؛بشتى الوسائل الشيطانية.
صَبَرَ المُواطن وقَربَ موعد الحَسم، دورة انتخابية جديدة، عزم فيها على التغيير، أملاً في تحقيق الكمال المنشود، لبناء دولة مؤسسات، للحصول على حقوقه في الحياة كإنسان حرٍ كما خُلِق؛ ليهدم ما بناه الشيطان من فساد إداري ومالي. ووعى اللعبة الحديثة، لكي ينال حقوقه.
فللمواطن ومن سعى بتوعيته.
https://telegram.me/buratha