المقالات

عندما يبكي القضاء

1362 02:01:46 2014-04-12

حيدر فوزي الشكرجي

القضاء هو العمود الفقري لأي دولة، فأن صلح صلحت الدولة وأن فسد فسدت الدولة، كان للقضاء الدور الأكبر في نهضة الدولة الإسلامية وانتشارها فأشتهر القضاة المسلمين بعلمهم وعدالتهم ووقوفهم مع الحق، ولعل أشهر قضية في تاريخ الدولة الإسلامية عندما قاضى يهودي الإمام علي (عليه السلام) على درعه، ولم يرض الإمام أن يناديه القاضي بأمير المؤمنين حتى لا يرعب الرجل، وحكم القاضي شريح بالدرع لليهودي لعدم وجود شهود مع الإمام (عليه السلام)، وسط دهشة اليهودي الذي أرجع الدرع ونطق الشهادتين.
ولم يبدأ التراجع والضعف يدب في الدولة الإسلامية إلا عندما بدأ حكامها بتسيس القضاء لمصالحهم الشخصية، فعندما يبدأ القاضي بترك القانون والحكم بما يهواه الحاكم، يسود الظلم وينتشر الفساد، ويبدأ مواطنو البلد كسر القوانين عندما تسنح لهم الفرصة، وذلك كرد لا شعوري على الظلم الواقع عليهم.
الكل يتذكر كيف أصبح القضاة في العهد البائد لهدام اللعين، دمى يحركهم كيفما يشاء، فسادت المحاكم الصورية حتى أصبحت مخالفة فكر الطاغية تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام ،وكثرت الأحكام ألا إنسانية و الظالمة حتى وصلت إلى بتر الإطراف لمن يهرب من جحيم معارك الطاغية، وضج الناس مما أصابهم من ترادف المظالم، إلى إن استبشروا بالفرج بعد سقوط الطاغية .
اليوم وبعد عقد من سقوط هدام، ما زالت قلوبنا دامية، ونحن نرى الدولة التي أسست على دماء وتضحيات آلاف العراقيين، تنجرف من جديد نحو الدكتاتورية، وتقرب أزلام الطاغية وتقصي النزيهين من القضاة، فكانت البداية مع القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة السابق الذي أقصي من منصبه وصدرت بحقه عدة مذكرات اعتقال بتهم مجحفة لا أساس لها من الصحة.
ومن ثم القاضي عبد الأمير الشمري المشرف على محاكم المحافظات الجنوبية، وهو من أصدر أمر إلقاء القبض بحق عبد الفلاح السوداني، ورفض خروجه بكفالة، وحارب الفساد بشجاعة، ليقصى من منصبه أيضا ويصدر أمر بنقله، فيقدم استقالته علنا على الهواء، ويطلب اللجوء إلى أي دولة، بعد أن تخلت عنه دولته وسلمته للإرهابيين والمفسدين.
أما الفاجعة الكبرى فكانت للقاضي منير حداد، الشخص الشريف الشجاع الذي تصدى لمحاكمة الطاغية رغم التهديدات التي طالته مع عائلته، ووقع على إعدام صدام حسين، فكانت مكافئته إصدار مذكرة إلقاء قبض عليه، ومحاربته في رزقه، ومنعه من السفر، ليكون لقمة سائغة بيد أعدائه من البعثيين، حتى قال في مقال الأخير: " الطاغية المقبور صدام حسين، هو الذي أعدمني، وتوهمت اعدامه"!
هل أصبحنا عديمي الوفاء هكذا، حتى نكرم مجرمينا، ونعاقب قضاتنا؟ نعم نحن بسكوتنا مشتركين مع من حراب هؤلاء الشرفاء، وليس هنالك معنى لمحاربتهم سوى الرغبة في الرجوع إلى الوراء، وتأسيس دكتاتورية جديدة تخلف دكتاتورية هدام،كلا وحق دماء الشهداء، بعد أيام قلائل ستدوي صرخة الشرفاء (نعم نعم للتغير كلا للفساد).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك