الحاج هادي العكيلي
هذا الاسلوب مريح للتخلص من المتسول وتبرئة الضمير ، حيث يقال للمتسول ( الله يعطيك ) من قبل الشخص لا يريد أن يساعد المتسول المسكين ، وما أكثر المتسولين في بلدي هذه الايام ، فيرد عليه بأسلوب الهي يعني ضمنياً ( لا أريد أن أساعدك ) وكأنما يريد أن يقول لقد كنت أود أن أساعدك ولكنني مع الاسف لا أمكن ، لذا أرجو من الله عزل وجل أن يساعدك .
حكى الله تبارك وتعالى لنا عن نبيه زكريا عليه السلام
قال الله عز وجل { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ } ( 38 )
ثمّ ماذا كانت النتيجة { فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا (وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39 }
وفي موضعٍ آخَـر يقول الله تعالى عن زكريا حين دعاه { فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6 }
والنتيجة { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا } ( 7 )
فتأمّل طِـيب الطلب وزكاته ..
طلب عليه السلام ذرية طيبة ، ووليّ ، ووارث للنبوة ، وأن يكون رضيًّا .
فأعطاه الله ما سأل ، فكان يحيى ابن زكريا سيّدًا وحصورًا ونبيًّا مِن الصالحين .
إنّ ما يحصل اليوم مِن أخطاء العباد ( الشعب ) المحتاجين للتغيير أنهم يطلبون الله وكفى !
ولا يشترطون في دعائهم
وربما يكون هذا العطاء نِقمة ومِحنة ، بدل أن يكون نِعمة ومِنحة .
أحد الذين ابتلاهم الله بالعُقم سنوات طويلة وصلت الخمس وثلاثون أو تزيد ، كان يطلب الله الولد ، وكان حلمه أن يرزقه الله ولدًا مهما كان هذا الولد
فأعطاه الله ولدًا فلما كبُر ، كان عاقًا ، ونغّص على والديه حياتهما ، حتى دعا عليه والده فمات الولد . فلا تجعلوا الشعب العراقي يدعوا على الحكومة فتموت لأنها ولدت معوقة .
وأخرى رزقها الله بأبناء ذكور ، وكانت تتمنى أن تُرزق بأنثى ، فكانت تقول : يارب ارزقني ببنت حتى لو شعرها خشن !
فأعطاها الله على نيتها ! ، ورزُقت ببنت شعرها خشن والأم لها شعر ناعم جدًا . فرزق الشعب العراقي بديمقراطية فولدت حكومة شعرها خشن والأم الديمقراطية شعرها ناعم جدا ً .
إنّ الله تعالى ، كريم عليم رزّاق
يستحي أن يرد عبدًا دعاه ،
ولكن العبد الفقير ينسى دائمًا أنّ الله هو العليم الحميد
فيسأله ثمّ لا يشترط طِـيب المسألة
هذه امرأة عمران تقول كما قال الله تعالى في كتابه { رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (35 )
كانت تشتهي الذرية ، ولكن طلبت أن يكون هذا الرزق صالحًا فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا
فاشتراط طِـيب الرزق دقيقة مِن دقائق سؤال الله جلّ وعلا
فربما أعطى الله عبده فطغى وربما فرّج عنه ففجَـر
فليست كل نعمة هي سبيل للسعادة والطمأنينة والسكينة
فقد يغترّ الإنسان وقد يضلّ حتى يصيّر نعمة الله مركبًا وسبيلاً للمعصية .
فتأمل عزيزي القارئ . كيف يعلمنا الله أدباً في السؤال . فالى الشعب المحتاج إلى التغيير ، فإذا سألت فأشترط بحسن الاختيار ، فأنك تسأل كريماً جواداً . وعلى الشعب أن يقول (( اللهم هب لنا حكومة ترعى مصالح الشعب ، وتحافظ على وحدته ، وتسعى إلى توفير الامن والأمان ، وتوفر الخدمات ، حكومة عادلة تنظر إلى الشعب وليس للأحزاب ، حكومة مساواة بين طبقات الشعب على مختلف قومياته وأديانه ومناطقه ، حكومة لا تأخذ بنظر الاعتبار المحاصصة الحزبية ، حكومة الكفاءات ، حكومة تحارب الفساد والفاسدين ، حكومة لا يسود فيها الاستبداد وبناء الديكتاتورية ، حكومة تحتضن ابناء الشعب ، حكومة بعيدة عن الظلم والظالمين ، حكومة تسعى إلى محاربة البطالة ، حكومة تنظر إلى الطفل الرضيع والشيخ الكبير والمرأة بعين الرعاية الاجتماعية والصحية ، حكومة تسعى إلى بناء عراق ديمقراطي متطور ، واجعله في رضاك )) وسيجعل الله بعد عسر يسراً .
ولا نقبل ان يقول الشعب للمرشحين الصالحين والأكفاء والنزهاء .... الله .... يعطيك ...
https://telegram.me/buratha