أتعبتنا الشعارات البراقة، وانهكتنا أكاذيبها المختلقة، تلك الشعارات الغنية بمفهومها, والخالية من مصاديقها سوى أؤلئك رجالها: العباس بن عبد المطلب أسد أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليهما السلام، والمختار آخذ ثأر الحسين عليه السلام، أؤلئك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
في كل عصر ومصر، تجد من يشبه نفسه، أو يشبهه زبانيته ولاعقي صحونه؛ برجالات التأريخ العظام، وفي الواقع لا تجد في ذلك الرجل شيء مما وصف به.
تناقل الى اسماع العراقيين، نبأ قيام عصابات داعش الإرهابية بإغلاق (سد النعيمية) على نهر الفرات، وذلك سيؤدي بدوره الى قطع مياه الشرب والري، عن مناطق الفرات الأوسط والمناطق الجنوبية. أما وضع الفلوجة فهي تحت سيطرة تنظيم داعش، وخلو المدينة من الجيش والشرطة منذ أشهر، وعدم تمكن الحكومة من معالجة تلك الجماعة الإرهابية، مع ما تمتلكه من الإمكانية العسكرية المتمثلة بعديد القوات الأمنية والتسليح الروسي والأمريكي، والميزانية الثقيلة التي تصرف على تلك القوات.
بعد قيام داعش بإغلاق السد، وغرق عدد من القرى والبلدات، منها قرى زوبع وحميد الشعبان والعناز، ما اضطر قطعات الجيش التابعة للفوج الثالث اللواء 24 الفرقة الأولى، المنتشرة في هذه المناطق، إلى الانسحاب منها .
بالإضافة الى تحرك اغلب مسلحي جماعة داعش الى مناطق حزام بغداد؛ الشمالية والجنوبية، مما أدى الى خلو مركز مدينة الفلوجة من الإرهابيين، وذلك في مناورة قام بها التنظيم الإرهابي، لإحتماله شن الحكومة لهجوم على الفلوجة، سيما في الأيام القريبة من الانتخابات البرلمانية.
ردود خبراء الجغرافية العراقيين بينت أن المناطق المحيطة بالسد، لا تكفي لإحتواء المياه في حالة إستمرارية إغلاقه، كما يرى أؤلئك الخبراء، أن السد متقادم ومعرض للإنهيار بأقل ضغط مائي، ونقل عن خبراء عسكريين معنيين بالأمر، وجود وحدات عسكرية على مسافة (10 كم) وهي قادرة على ضرب السد، وبإستطاعة تلك القوات العسكرية ضرب السد وتدميره عن بعد، ناهيك عن الدور العسكري للقوات الجوية، فيما لو اقتضى الأمر.
بالنتيجة ما سيحصل هو عمل عسكري يخدم الدعاية الانتخابية لرئيس الوزراء، والذي أجل إقتحام الفلوجة، الى حين قرب الانتخابات البرلمانية، واليوم سنحت له الفرصة بخروج غالبية ارهابيي داعش من المدينة.
رئيس الوزراء يحضر لإعلانه (عباس العصر) والذي سيقتحم مدينة الفلوجة ويفتح السد، ويأتي بالماء الى مناطق الشيعة!
لكن حسبه أن العباس من أهل بيت لا يخدعون الناس، ولا يسرقون قوتهم، والعباس عليه السلام، قطعت يديه، وتلقى جسده الشريف عشرات الطعنات، من أجل إيصال الماء الى النساء والأطفال، ولم يبقى جالساً في حصون المنطقة الخضراء، ويزج (ولد الخايبة) في معارك خاسرة، من أجل الدعاية الانتخابية!
https://telegram.me/buratha