قيس المهندس
السياسات الخاطئة لرئيس الوزراء، أوصلت الوضع السياسي والأمني للبلاد الى مديات خطيرة، فهي تسير بإتجاه الإطاحة بالعملية السياسية، ودمار البلد.
سياسة العناد والتفرد بالقرار التي انتهجها كورباتشوف العراق! لم تعد مجرد أخطاء بالإمكان تلافيها، سيما مع إصراره على ذات النهج السياسي الخاطيء!
بدأ رئيس الوزراء حملته الانتخابية المبكرة، بشن الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، في صحراء الأنبار، وذلك عقب اجتماع التحالف الوطني، رفض فيه رئيس الوزراء، كافة النصائح التي قدمها له أعضاء التحالف.
للوهلة الأولى بدى القائد العام للقوات المسلحة، منتشياً بنجاحه بإقتحام الصحراء، وضربه لتنظيم داعش الإرهابي، وأخذ أنصاره وخصومه بدعمه على حدٍ سواء، إلا أنه أغتر بذلك التقدم، وأخذ يتطلع الى المزيد من تحقيق طموحاته؛ بإنهاء إعتصامات الأنبار، والقاء القبض على قيادات الإرهاب مثل العلواني، فقام بنقل القتال من الصحراء الى المدينة! ومن داعش الصحراء، الى أهل الأنبار بدواعشهم وعشائرهم! وتلك التصرفات كانت خلاف الحكمة، وسياق الحرفنة السياسية والعسكرية.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعدى الى محاولة رئيس الوزراء، تسقيط خصومه السياسيين وأبناء جلدته، وتخوينهم، بدعوى أنهم يحاولون تثبيط عزيمة الجيش العراقي الباسل، في حربه ضد الإرهاب، لمجرد طرحهم لآرائهم والتي كانت منطقية جداً، وتدعوا الى عدم خلط الأوراق الأمنية والسياسية والإنتخابية.
هكذا وبين يوم وليلة، تحول من رئيس وزراء منتخب ليتقمص دور الديكتاتور!
لم يكن ذلك الأمر، نهاية المطاف لتلك الأخطاء الكارثية، فما زال رئيس الوزراء يمتطي صهوة عناده، مواصلا مسلسل أخطائه، غير مكترث بأحد، وهو لا يمتلك الرؤية الواضحة لخارطة الأحداث السياسية والأمنية، فمن جهة تسبب في انتشار الإرهابيين في المدن والأرياف، ومن جهة أخرى سلح بعض العشائر، بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وذلك ما سوف يفضي الى عسكرة تلك العشائر، وخلق لغة جديدة في التعامل معهم، ظاهرها القوة المسلحة، فماذا يكون باطنها؟!
ما زالت قوافل الشهداء من شبان المناطق الجنوبية والوسطى، تسير نحو وادي السلام لترقد في مثواها الأخير، شبان قدموا أنفسهم قرابين لأجل الوطن، الذي لم يجد رجلاً حكيماً ليقوده.
المستقبل ينبؤنا بخطرٍ كبيرٍ محدقٍ بوطننا، وبوحدة أرضه وشعبه وسيادته، فيما لو بقيت نفس الوجوه المتشبثة بالسلطة.
جراحات الوطن تنزف، وضمادها التغيير، والأمر مازال بأيدينا وغدا يكون بيد الحاكم المنتخب، لذا علينا ان نغير الطقمة الحاكمة، وننتخب الأصلح، والا فسوف ننتحب كثيراً ولات حين مندمِ.
https://telegram.me/buratha