قيس المهندس
المرجعية الدينية المتمثلة بسماحة الامام المفدى السيد السيستاني، تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية، وهي لا تدعم اي قائمة من القوائم
ذلك هو رأي المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف، وهو حديث غير قابل للتأويل، كما تفضل سماحة السيد أحمد الصافي إمام جمعة كربلاء المقدسة.
العبارة الأولى وردت في تصريح سابق للسيد الصافي: المرجعية تقف على مسافة واحدة، من جميع الكتل السياسية.
كل ذي لب يعلم يقينا، ان المرجعية لا يمكن ان تقف مع الكتل التي تدعم الارهاب، والتي تحرض على قتل الشيعة على أقل تقدير، فوقوف المرجعية على مسافة واحدة لا يعني انها غير آبهة بمصير الشيعة، وفهم كلام المرجعية بهذه الصورة خطأ فادح واتهام لها، وبهذا يكون فهم العبارة بصورة اعتبارية، أي أن المرجعية ترى أن إعلان رأيها بصراحة خلاف المصلحة، والا فلا ريب من دعم المرجعية للكتل الشيعية المرضية لديها، وان لم تكن قد صرحت بذلك، حسب ما تراه من مصلحة للشيعة أنفسهم.
العبارة الثانية: المرجعية لا تدعم اي قائمة من القوائم.
كلام المرجعية لا يعني حرية الناخب الشيعي، في إنتخاب أشخاص رشحوا في قوائم غير صالحة، وهذا ما أشارت اليه المرجعية في تصريحات سابقة، حيث حثت على انتخاب المرشح الصالح من قائمة صالحة، وبهذا يتضح أن كلام المرجعية موضوعي، وليس كما يظن البعض من كونه عامّاً.
وهنا نعود الى القاعدة الأساسية، فمن المفترض أن أتباع المرجعية، يعرفون من هو مرضي لدى المرجعية ممن هو غير مرضي لديها، فسبيل إتباع المرجعية في الفقه وفي غيره من المسائل، هو واحد لا يتجزأ، ومن هو مطيع للمرجعية في القضايا المعتادة، كالتقليد، والطاعة، والدعوة الى المرجعية، لابد ان يكون مرضي لديها، وان كانت المرجعية تصرح بأنها لا تدعم قائمة معينة، وهو حديث صحيح غير قابل للتأويل، والأمر متروك للناخب.
اما الناخب فعليه ان ينتخب من هو مطيع للمرجعية، ومن هو في صوب المرجعية، لا ان ينتخب من لا يحترمها ولا يقدسها، ومن يستقدم المدعين من المتمرجعين، ويدعمهم من أجل الضغط على المرجعية، لكي تردع وكلائها من أن ينتقدوا عمل الحكومة.
انما هي تذكرة، وبلاغ لمن يدعي أنه لا يعلم.
https://telegram.me/buratha