قيس المهندس
عجبي على هذا الشعب، يقدم التضحيات الجسام، من أجل الحصول على ما يريد، فإذا ما أعطي مراده رفضه! فبالأمس كان شعبنا العزيز، يعاني من ويلات الديكتاتورية، حتى أنه رضي بالإحتلال الغربي، في سبيل الخلاص من الحكم الشمولي لحزب البعث المنحل.
من ثم جاء النظام الديمقراطي، ولم يؤتي أكله، فعادوا ينادون بحكم الحزب الواحد، والقائد الضرورة! مثلهم كمثل امرأة حبلى ترتجي أن ترزق بطفل مشوه!
كل شيء في وطني عجيبٌ غريب، شتاءٌ تفيض فيه الشوارع، حيث تمتزج مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، وصيفٌ تعج فيه شوارعنا بالأتربة، ميزانيات تغرق دول بعينها، لو أنها وجدت من يستثمرها بإخلاص ونزاهة، الكهرباء في وطني أصبحت كصخرة سيزيف، ينوء بحملها كل حاكم ووزير!
حكومتنا المنتخبة تحاكي النظام الديكتاتوري في كل شيء سوى كونها منتخبة! فتنذر بمستقبل أسود، فيما لو تمكنت من الولاية الثالثة. الوضع الأمني من سيء الى أسوء، وحكومتنا مختبئة داخل حصون القلعة القيصرية الخضراء، لا هي في العير ولا في النفير! وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، يتهافتون على صناديق الإقتراع، يقدمون القرابين على أعتاب أنصاف الآلهة الجديدة! وينتخبون ذات الشخوص، وذات الأصنام، ليعيشوا ذات المصير الأسود!
ماذا يريد العراقيون ياترى؟!
لاريب أنهم يريدون العيش كبقية الشعوب المجاورة، على أقل تقدير، لانقول أوربا أو أمريكا، وإنما إيران وتركيا، أو حتى الأردن!
ما يريده العراقيون هو التغيير، فكما غيرنا عام (2003) بزوال الديكتاتورية، وغيرنا عام (2005) بإنتخاب حكومة إنتقالية، وكتابة دستور للبلاد، وغيرنا عام (2006) بإنتخاب الحكومة في دورتها الأولى؛ سوف نغير هذه المرة، وستكون أول حكومة ديمقراطية تمثلنا تمثيلا حقيقيا، وسوف تقود دفة البلاد نحو التقدم والرفاهية، وسنفاخر بها العالم أجمع.
غدا سوف تأتي الانتخابات، وسوف نملئ صناديق الإقتراع، أملاً وتفائلاً بمستقبل زاهر، نخط إسم وطننا العراق، بالحبر البنفسجي على جبين التأريخ، لتتحدث به الأجيال القادمة، حينها سيقولون إن أجدادنا غيروا من أجلنا.
كما أزلنا الديكتاتورية الكبرى، لابد لنا أن نزيل الديكتاتورية الصغرى، لهذا اليوم ولدتنا أمهاتنا، هكذا العراقي وإلا فلا.
https://telegram.me/buratha