المقالات

قراءات انتخابية ()

1211 18:12:54 2014-03-27

نزار حيدر

بناء على المادة () من دستور جمهورية العراق، فان الكتلة النيابية الأكثر عددا والتي يحق لها ان تتقدم بمرشحها لتشكيل مجلس الوزراء، هي (التحالف الوطني) والتي ستظل، برايي، تحتفظ بهذا الحق الدستوري الى حين، ما يعني ان مكونات هذه الكتلة النيابية ستضطر الى تجميع أجزاءها واوصالها مرة اخرى بعد كل عملية انتخابية، مهما تجزأت وتقسّمت وتوزّعت وتبعثرت وتفتّتت خلال السنوات الأربع التي تفصل بين كل عمليتين انتخابيتين، من اجل ان تضمن لنفسها ان تظل الكتلة النيابية الأكثر عددا والتي يحق لها حصرا ان تشكل الحكومة في كل مرة.
ولا يخفى على احد الأسباب التي تقف وراء هذه المعادلة، والتي منها مبدأ المحاصصة الذي اعتمده الفرقاء السياسيون لتشكيل مؤسسات الدولة العراقية الحديثة، اي منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان ولحد الان، كما ان سعي شيعة العراق، كونهم المكون الأكبر في البلاد، للتمسك برئاسة مجلس الوزراء يفرض عليهم التوافق فيما بينهم مهما علت الخلاقات ومهما تعمقت المشاكل بينهم، لانهم يعرفون جيدا بان الفرقة وعدم الانضواء تحت راية (التحالف الوطني) في كل مرة سيفقدهم القدرة الدستورية على الاحتفاظ بقيادة الحكومة، اذ لم يعودوا في حال تمزقهم، الكتلة النيابية الأكثر عددا القادرة حصرا على تقديم مرشحها لتشكيل الحكومة الى مجلس النواب.
تأسيسا على هذه الحقيقة، فان مبدأ تداول السلطة الذي يتحدث عنه الدستور في المادة () سينحصر تحققه داخل (التحالف الوطني) فقط، وهذا، طبعا، من الأخطاء القاتلة في الديمقراطية العراقية الوليدة، ففي كل ديمقراطيات العالم المتحضر، فان الكتلة النيابية الأكثر عددا تتغيّر في كل مرة بالاعتماد على ما تفرزه نتائج صندوق الاقتراع، الا في العراق فان الكتلة النيابية الأكثر عددا معروفة سلفا، الى حين، وذلك بسبب المحاصصة من جهة وعدم وجود قانون للأحزاب ينظم معايير الانتماء اليها وعملها وتمويلها وغير ذلك، ليساعد على تنمية الحياة الحزبية والعمل الحزبي بما يضمن تشكيل احزاب بمعايير وطنية تعبر بنا الانتماءات الدينية والمذهبية والإثنية، بما يخلصنا من عقدة المحاصصة، ويغير أحجام الكتل البرلمانية في كل مرة، لنحصد تداولا حقيقيا للسلطة وليس شكليا، كما هو عليه الحال اليوم.
على كل حال، فان الواقع الحالي يفرض علينا ان نفكر بطريقة المحاصصة الى ان يشرّع لنا مجلس النواب في يوم من الايام قانون الاحزاب لنقفز على هذا الواقع المر، وعندها فسوف لن تكون الكتلة النيابية الأكثر عددا تتشكل من طيف او لون واحد ابدا، كما انها سوف لن تكون معروفة لنا سلفا، وإنما ستتشكل من كل أطياف المجتمع العراقي، من جانب، وستتغير وتتبدل في كل مرة، من جانب آخر، ما يسهل عملية تشكيل حكومة الأغلبية السياسية، والتي سنتحدث عنها لاحقا.
نعود للحديث عن تداول السلطة في إطار (التحالف الوطني) الذي يطلق عليه صفة (الشيعي) كأمر واقع وبالهوية على الأقل، فكيف يمكن تحقيق هذا الامر ولماذا؟.
اول: لقد بات من الواضح لكل العراقيين، بان نجاح الأغلبية، الشيعة، سينتج نجاح البلد كلها، بشكل اوتوماتيكي، والعكس هو الصحيح، فإذا فشلوا فشلت البلد كلها، وهذه المعادلة يقرها مبنى اهل العقل والمنطق في كل مكان، خاصة في بلد متنوع ومتعدد في كل شيء مثل العراق.
ثانيا: ان (التحالف الوطني) هو الكتلة البرلمانية الأكبر ولكنه في العدد فقط، اما من الناحية الواقعية فهو اصغر وأضعف الكتل البرلمانية بسبب الصراعات العنيفة التي تعصف بين مكوناته، ولذلك حق لنا ان نسمّيه بالكتلة البرلمانية الأكبر المشلولة، فهي كتلة عاجزة عن حماية نفسها وحماية من تمثلهم من المجتمع العراقي (الشيعة) كما انها عاجزة عن تحقيق الحد الأدنى من الاتفاق لتمرير التشريعات الاساسية والمهمة تحت قبة البرلمان، ولعل في أزمة قانون الميزانية في كل عام اكبر دليل على ذلك.
ثالثا: ولهذا السبب يمكن القول بان تطبيق مبدأ تداول السلطة داخل (التحالف الوطني) ربما سيساعد على حل الكثير من مشاكلها، وبالتالي سيعيد لها قوتها وفاعليتها ومكانتها الحقيقية تحت قبة البرلمان، كيف؟.
هذا ما سنتحدث عنه في الحلقة القادمة.
آذار 
للتواصل:
E-mail: nhaidar@hotmail. com
Face Book: Nazar Haidar 
WhatsApp & Viber: + 1 (804) 837-

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك