الحاج هادي العكيلي
ما أثارني أن أكتب هذه المقالة هي تلك الرسالة لمواطنة عراقية نشرت على موقع الحقائق شكواها اشتكت من تصرفات مكتب حزب الدعوة في الناصرية عند مراجعتها للاستفسار عن حقوق زوجها المتوفى والذي كان أحد أعضاء حزب الدعوة كما تدعي وما عانتها هي وعائلتها من مصائب حلت عليهم من حزب البعث الكافر ولحد سقوط الصنم .ان الذي اثار حفيظة المواطنة هي تلك المقابلة التي استقبلوها بكلمات كانت تسمعها مراراً من جلادين حزب البعث عندما كانوا يداهمون بيتها (( أنتم عملاء )) . لا اعرف إلى من هم عملاء ؟!! بالتأكيد عملاء إلى حزب الدعوة . والآن حزب الدعوة يتهمهم بالعمالة لحزب البعث . أحقاً هذا الذي يحصل ؟ نقول (( لا اله الا الله )) . أنكروا عليها حقوق زوجها بسبب غير معقول لأنه لم يخرج إلى إيران ، وأنها بقت في العراق ، فهم " عملاء " وان كانوا يدعمون حزب الدعوة (( غريب أمور عجيب قضية )) .سؤال يطرح نفسه : هل كل من بقى في العراق عميل بعثي ؟!! أذن كل من ينتمي إلى حزب الدعوة اليوم وبنسبة 99 % هم عملاء بعثيه . فما بال الذي أنتمى إلى حزب الدعوة في أصعب الظروف وتحمل المصاعب والقتل والتعذيب ولم يخرج من العراق ؟!! هل نقابل هؤلاء بالاستنقاص من حقوقهم وإهانة عوائلهم ؟ أين كرامتهم التي أزهقت في ظل نظام حزب البعث ، واليوم تزهق في مكاتب حزب الدعوة ؟
لقد وصف النظام البعثي حزب الدعوة بالعميل حتى قبل أن تنتصر الثورة الاسلامية في ايران ليصبح الشيعة كلهم بنظر أعدائهم ( عملاء لإيران : صفويين " و.... ) وتمت تصفيتهم تحت هذه الذريعة ليستمر مسلسل الاعدامات والاعتقالات والتفجيرات والتصفيات إلى يومنا هذا على الرغم من أن رئيس الوزراء من حزب الدعوة الاسلامية ( العميل ) .
لقد كنت لا أحبذ أن أسمع أو أقرأ الصفة التي أطلقت على حزب الدعوة من قبل النظام البعثي باقترانه بصفة ( العميل ) لتتخذ تلك التهمة لإغراض الادانة لمن ينتمي أو يتعاطف مع حزب الدعوة ، والمعني في قلب الجلاد .لتبقى تلك الصفة لاصقة في ظهر حزب الدعوة ، باعتبار أن تأييده ودعمه مادياً ومعنوياً من ايران ، فما أكثر الأحزاب والتيارات والكيانات السياسية العاملة في الساحة العراقية مدعومة من الخارج وبصورة مباشرة وعلنية ، ولكن لا يطلق عليها أحد ( عملاء ) . أذن في حقيقة الأمر أنه استهداف مذهبي قبل أن يكون سياسياً ، علماً أن حزب الدعوة لا يحمل في ابجدياته صفة المذهبية ، ولكن تصرفات قياداته الجديدة جعلت منه أن يكون هكذا ، عسى منهم ان يتشبثوا في السلطة والبقاء بها إلى أطول فترة متناسين ما أصاب الشعب العراقي من مصائب جراء السياسات الصدامية لتنتقل الأمور ويتعاملوا مع أبناء الشعب كما تعامل معهم جلادي البعث ليطلقوا صفة ( العمالة ) على كل من بقى في العراق ولم يهاجر ويرحل إلى الخارج .
أننا اليوم نجد أن صفة ( العمالة ) تجذرت في حزب الدعوة لا لكونه تابعاً لإيران ، وإنما ( العمالة ) للكرسي الذي بالأمس كانوا ينتقدوا الجالس عليه ويصفونه ب ( الديكتاتوري ) ليستخدموا جميع الوسائل من أجل البقاء بالسلطة حتى ولو تطلب الأمر بوصف الشعب ( عملاء ) ناكرين ما قدمه الشعب من تضحيات في سبيل التخلص من النظام البعثي . فقد أصبح كل من يخالفهم الرأي ولم يكون معهم ( عميل ) . فما أكثر العملاء في بلدي اليوم لان الكثير منهم لا يتفق مع سياسة حزب الدعوة .
https://telegram.me/buratha