محمد المياحي
حتما غيبت المرجعية الدينية في العراق على طوال عقود من الزمن وربما اجبرت للتعامل بمنهج التقية مع الحكام الظالمين والفاسدين ,لم تنهزم ولم تُغيب نفسها لكن الظروف السياسية الجائرة التي انتهجها الحكام ولدت هكذا سلوك , اليوم وبعدما عادت المرجعية الدينية بقوة وفرضت نفسها على الاحتلال وعلى القوى التي لاتؤمن بها وبعقيدتها السياسية وأسست لدولة عادلة مقتدرة لكن سرعان ما انكشف المتسترون بلباس المرجعية والمدعون انهم تحت امرتها وعملوا على مخالفة توجيهاتها وتجاوزوا على خطوطها الحمراء , فعندما تقول المرجعية الوحدة والتعايش السلمي ومحاربة الفساد يعمل الاخر على اثارة الفتنة وتمزيق النسيج الاجتماعي ,لذلك اليوم من جديد المرجعية تغلق ابوابها بوجة الحاكم الظالم والمسؤولين الفاسدين وهذه فتوى واضحة لاتحتاج الى بيان بأنها ضد سلوك هؤولاء وهي تُحرم انتخابهم وتدعوا للتغيير الايجابي وما بياناتها وتوجيهاتها الاخيرة دليل على انها تدعوا الشعب للتغير والخلاص من الازمات والفساد والموت المجاني , لعل المرجعية الدينية تدفع ضريبة كبيرة الان نتيجة مواقفها وتشخيصها الدقيق لكن تحملت المسؤولية بشجاعة وشخصت الصالح من الطالح ولو انها سكتت سيعود علينا صدام من جديد يتحكم بمقدرات الأمة , لقد أبرئت المرجعية ذمتها امام الله وقالت كلمتها ووضحت كل شيء للشعب فهل الشعب"؟" سيكون واعي ومشخص للامور وهل سيتجرد الجمهور الشيعي والغير الشيعي من عاطفته ويختار من يحملون مشروع الدولة وليس مشروع السلطة , ربما نحن في موقف لايستهان به بين بقاء هيبة المرجعية والانتصار لارادتها وبين استغفال فقراء الناس لحقوقهم وصوتهم الانتخابي فان بقي الوضع عما عليه سيحترق الوطن وسيخذل الشعب مرجعيته .
https://telegram.me/buratha