الحاج هادي العكيلي
في مدينتي الناصرية الغافية على نهر الفرات ، هناك رجل ولد وترعرع فيها ، مصاب منذ طفولته بمرض في عقله ، يطلق عليه بالعامية ( مخبول ) ، وأخذ شهرته ب ( عدنان عوره ) ، عندما يتحدث مع الاخرين ويجيبونه يطلق عبارته الشهيرة (( عرفها أخ القحبه )) .
لقد أصبحت كلمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاسبوعية سخرية للعراقيين على مختلف ثقافاتهم ، ليكيل الاتهامات إلى الخصوم السياسيين بمحاولة التهرب من المسؤولية بتقديم طرحاً ساذجاً لملفات العراق المعقدة .
أن تلك الكلمة الاسبوعية جاءت من باب الدعاية والتسويق الانتخابي ، بعد أن تردى الوضع الامني وغياب الخدمات وانهيار البنى التحتية للبلاد وتفشي الامراض وانهيار التعليم وزيادة معدلات الفقر والبطالة بالتزامن مع زيادة موازنة البلاد وتضخم اعداد القوات الأمنية .
لقد طرح المالكي في كلمته الاسبوعية وجود إساءة متعمدة من قبل الدوائر الحكومية ضد المواطنين من خلال عرقلة معاملتهم كي ينفروا من الحكومة وعدم التجديد لها ، يقول له (عدنان عوره ) بعبارته الشهيرة " عرفها أخ .... " . ولا سيما أن المالكي بهذا المنصب منذ ثمان سنوات ولم يقم بتشخيص هذه الأمور ، فأين كان ؟!!! . وأتهم نقاط التفتيش والسيطرات العسكرية بتأخير عبور المواطنين بسيارتهم كي يشتموا الحكومة ، و( عدنان عوره ) يقول له " عرفها أخ ... " بعد فاجعة سيطرة بابل التي راح فيها عشرات الشهداء والجرحى . ألان أنتبه السيد المالكي لهذا الأمور بمناسبة قرب الانتخابات لمعاناة المواطنين وشَعر وأحس بمعاناتهم في سيطرات التفتيش . أين كنتم خلال ثمان سنوات التي فاتت والمواطنين يصرخون بأعلى أصواتهم من نقاط التفتيش وما يعانون منها ؟!!!
أن تلك الكلمة الاسبوعية قد كشفت للعراقيين عمق غباء المالكي ومستشاريه وبلادة تفكيرهم ، وأصبحت مضحكة للعراقيين والعالم على سذاجة الطرح ولاسيما في ما يتعلق بأزمات العراق .هل أن المالكي زعيم معارضة أم رئيس حكومة ليشتم في خطابه الحكومة ويُسقطها ، فمن الذي يحكم العراق خلال ثمان سنوات الماضية هو أم غيره ؟!! ليحمل المواطنين الفشل والتدهور الامني وضعف الخدمات ويتنصل عن المسؤولية .
لقد أصبحت كلمة المالكي الاسبوعية مادة للتندر والسخرية من قبل جميع الامم وخاصة العراقيين بقدر ضحالة التفكير الذي أساء إلى العراق وتاريخه ليلقي باللوم على الموظف البسيط الذي لا حول ولا قوة بنفور المواطن من الحكومة وتحمله مسؤولية عدم التجديد لها . أن من الخطأ ان نلقي باللوم على الموظف وإنما السبب الرئيسي يجب أن يوجه إلى السلطة التنفيذية وعلى رأسها السيد رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي لضعف متابعته لأمور الحكومة معتمداً على بعض حاشيته الذين ينقلون له الأمور عكس الواقع . وعندما أطلع على الواقع بنفسه في الوقت الضايع وجد الأمور منحدرة نحو الهاوية ، فالقى باللوم على الموظف المسكين بأنه يسعى إلى إسقاط الحكومة بالروتين والأوامر المقيت .
أن الاهمال الكامل من قبل الحكومة لحقوق المواطنين والتنصل عن أداء واجباتها اتجاه من اوصلهم إلى تلك المناصب ، جعلت المواطن ان يعلو صوت الرفض اتجاه ذلك الاهمال والمعاناة وينتظر أن يجسد هذا الرفض في الانتخابات المقبلة بعدم اختياره تلك الحكومة التي لا تعرف أي شيء عن همومه ومعاناته بقدر اهتمامها بالبقاء على الكرسي والمحافظة عليه بكل الوسائل . و ( عدنان عوره ) يطلق عبارته الشهيرة (( عرفـــــــــــــها أخ .............))
https://telegram.me/buratha