المقالات

الى جوهرة المنزل ...في عيدها المقتبس !

3644 23:26:22 2014-03-21

بقلم المهندسة بغداد

بسم الله الرحمن الرحيم

 في مثل هذا اليوم من كل عام تحتفل العديد من الدول ومن ضمنها العراق بعيد الام الذي يصادف و يوم الاعتدال الربيعي وعيد الشجرة وعيد نوروز !! لقد تزاحمت الاعياد في يوم واحد مما يستدعي التوقف عند ذلك .

ان يوم 21 اذار هو يوم الاعتدال الربيعي ( تساوي ساعات الليل والنهار )  ويبدو ان عيد الشجرة وُضع ليناسب الحدث حيث ان الشجرة تستقبل اللون الاخضر و هي أول من تبتسم للربيع و لكن الامر أشمل من ان تحتويه شجرة وتظفر به  ليكون عيد لها فلهذا اليوم تميز وقدسية خاصة منذ الازل  حافظ عليه الفرس وضيعه العرب فهو اليوم الذي أخذ فيه النبي الاعظم صلى الله عليه واله العهد لأمير المؤمنين في غدير خم وهو يوم انتصار أمير المؤمنين عليه السلام  في معركة النهروان وهو اليوم الذي يُتوقع فيه ظهور قائمنا عليه السلام . وهناك روايات عن اهل البيت عليهم السلام تؤكد قدسية هذا اليوم وانه ليس حكرا ً على احد بل هو يوم مقدس للبشرية جمعاء ولشيعة أمير المؤمنين بشكل خاص  فعن الامام الصادق ع : ( منقول عن مستدرك الوسائل )

 عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيسٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع يوْمَ النَّيرُوزِ فَقَالَ أَ تَعْرِفُ هَذَا الْيوْمَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاک هَذَا يوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْعَجَمُ وَ تَتَهَادَى فِيهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ ع وَ الْبَيتِ الْعَتِيقِ الَّذِي بِمَکةَ مَا هَذَا إِلَّا لِأَمْرٍ قَدِيمٍ أُفَسِّرُهُ لَک حَتَّى تَفْهَمَهُ قُلْتُ يا سَيدِي إِنْ عُلِمَ هَذَا مِنْ عِنْدِک أَحَبُّ إِلَي مِنْ أَنْ يعِيشَ أَمْوَاتِي وَ تَمُوتَ أَعْدَائِي فَقَالَ يا مُعَلَّى إِنَّ يوْمَ النَّيرُوزِ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي أَخَذَ اللَّهُ فِيهِ مَوَاثِيقَ الْعِبَادِ أَنْ يعْبُدُوهُ وَ لَا يشْرِکوا بِهِ شَيئاً وَ أَنْ يؤْمِنُوا بِرُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ وَ أَنْ يؤْمِنُوا بِالْأَئِمَّةِ ع وَ هُوَ أَوَّلُ يوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ وَ هَبَّتْ فِيهِ الرِّياحُ وَ خُلِقَتْ فِيهِ زَهْرَةُ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي اسْتَوَتْ فِيهِ سَفِينَةُ نُوحٍ عَلَى الْجُودِي وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي حَمَلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ‏ ص أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ص عَلَى مَنْکبِهِ حَتَّى رَمَى أَصْنَامَ قُرَيشٍ مِنْ فَوْقِ الْبَيتِ الْحَرَامِ فَهَشَمَهَا وَ کذَلِک إِبْرَاهِيمُ ع وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي أَمَرَ النَّبِي ص أَصْحَابَهُ أَنْ يبَايعُوا عَلِياً ع بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي وَجَّهَ النَّبِي ص عَلِياً ع إِلَى وَادِي الْجِنِّ يأْخُذُ عَلَيهِمُ الْبَيعَةَ لَهُ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي بُويعَ فِيهِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِيهِ الْبَيعَةَ الثَّانِيةَ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي ظَفِرَ فِيهِ بِأَهْلِ نَهْرَوَانَ وَ قَتَلَ ذَا الثُّدَيةِ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي يظْهَرُ فِيهِ قَائِمُنَا وَ وُلَاةُ الْأَمْرِ وَ هُوَ الْيوْمُ الَّذِي يظْفَرُ فِيهِ قَائِمُنَا ع بِالدَّجَّالِ فَيصْلِبُهُ عَلَى کنَاسَةِ الْکوفَةِ وَ مَا مِنْ يوْمِ نَيرُوزٍ إِلَّا وَ نَحْنُ نَتَوَقَّعُ فِيهِ الْفَرَجَ لِأَنَّهُ مِنْ أَيامِنَا وَ أَيامِ شِيعَتِنَا حَفِظَتْهُ الْعَجَمُ وَ ضَيعْتُمُوهُ أَنْتُمْ "

فعيد نوروز عيد عبادي يستقبل فيه المسلم السنة الشمسية ( دخول الشمس في برج الحمل ) بطاهرة وخشوع كما هو حال الاعياد كما انها تتميز بسفرة تحتوي على مايمثل الحياة ماء وسمك وزرع اخضر وقران وملح وسكر وسمسم وحنطة ومكسرات وشموع ومراة ونقود معدنية  وغيرها وتجتمع عندها الاسرة لقراءة الادعية حتى تدخل الشمس في برجها في ساعة من ساعات اليوم ال 20  في أجواء عبادية روحانية  معلومة لدى الكثير من العوائل العراقية خاصة الجنوبية .

وحينما يشمل يوم كهذا كل تلك المناسبات لا اجد مكانا ً لعيد الام وسط هذا الزحام فتلك الجوهرة بحاجة الى خصوصية ولاتقرن مع الربيع وكفى لان الفكرة خطرت على بال كاتب مصري ! وحقيقة ان الفكرة يشكر عليها ولكن اليوم بحاجة الى انتقاء لماذا نقتبس من الغير ولماذا لا يكن عندنا خصوصية فعيد المراة ( 8 اذار )  مقتبس عن مظاهرة في نيورك تسببت في وضعه عيدا !! وعيد الام تم مزجه مع عيد الربيع كما هو متعارف بين العرب خشية مشاركة العجم في امر والعياذ بالله! أن  كان عيدا عباديا ً نورزيا ً  !! .

وكأن العرب ليس لهم مناسبات ورموز يستثمروها لوضع عيد للانسانة التي تمثل نصف العالم وتلد النصف الثاني !! وحقيقة اعجبتني التفاتة من التفاتات  مسلمي الجمهورية الاسلامية في اختيار يوم ولادة الزهراء عليها السلام عيد للام واختيار يوم ولادة الامام علي عليه السلام يوما ً للاب  وهي التفاتة رائعة ولكنها صاعقة على رؤوس المعاندين وقسما ً بخالق السموات والارض ما انتصر العجم الا بعشقهم لال محمد وما خُذل العرب الا لتنكرهم لهم .

لقد مر عيد نوروز هذا العام على انه يوم عبادي وتجرد من بهجته أحتراما ً واجلالا للسيدة الزهراء عليها السلام ونحن نعيش الايام الفاطمية ( ايام مابين روايتي الوفاة ) فكان يوما ً فاطميا ً عباديا ً في جمعة مهدوية انطوت بلا حسيس ولا نجوى فالى متى أحار يك يا مولاي والى متى .... انتظرتك هذا اليوم وساظل منتظرة وارجو ان تدركني قبل ان يدركني الموت يالمن اتنفش شوق لقائه واتخطر دفىء عدله .

والى امي الغالية اطبع قبلة على يدها وجبينها وأسال الله ان لا تطلع فيه شمس يوم لا اراها امامي فتحية لك في عيدك المقتبس  وبانتظار ولادة الزهراء عليها السلام لنعبر فيه عن اعتزازنا وحبنا بعنوان قطرة في بحر حنانك الدافىء .

المهندسة بغداد

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو حيدر
2014-03-22
بارك الله بالأخت المهندسة كاتبة المقال البديع؟...والله كان مقالاوكلاما جميلا يسر القارئين جاء منسقا كعقد من الؤلؤ المنضود؟وأعطاه ذكر مناقب أهل البيت(ع)رائحة جائت كرائحة المسك المختوم؟وللحق أقول أشد ما لفت إنتباهي هو ذكر آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين وم السلسلة الذهبية والكنز الذي ضيعه أكثر الأعراب وحتضنه العجم فنهالت عليهم البركات من كل حدب وصوب ؟أذن الاعآجم أكثرذكائا من العرب حتى في عباداتهم في العصر الجاهلي؟كيف العرب في الجاهلية أتخذوا آلهة صنعوها من الحجارة الصماء يعيدونها من دون الله سبحانه وهي لا تضر ولا تفع أما الفرس صحيح عبدوا النار وشتان ما بين الأثنين فالنار تستطيع أن تتنور بها وتزيح الظلام وكذلك تطهي بها الطعام ووووهم أحد الأنبراطوريتين القديمتين الفرس والروم,فأتباعهم لأهل البيت(ع)هو كما ذكره الإمام السجاد(ع)في دعائه المأثور بأن أهل البيت جعلهم الله عزوجل (ورثة الأنبياء وختم بهم الأوصياءوالأئمة وعلمهم علم ما كان وعلم مابقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)فالعجم هوت قلوبهم لحق أهل البيت(ع)فأكلوا من فوق رؤوسهم وأرجلهم لأنهم عرفوا الحق فتيعوه؟وأخيرا جعل الله أيام الأخت المهندسة كلها نوروزية إنشاء الله وحفظ الوالدة الكريمة لأنها كالشجرة الخضراء أنتي أحدى ثمارها الطيبة؟؟؟.
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك