المقالات

المالكي يطلق النار على نفسه !!

1953 01:53:56 2014-03-21

حيدر عباس النداوي

فجأة ومن دون مقدمات استيقظ المالكي من سباته العميق الذي استمر ثمان سنوات كانت شديدة الوطئة على الكثير خاصة السنوات الأربع الأخيرة وهي فترة ولايته الثانية ليجد نفسه في العراق الممزق المتعب وليس في اي دولة أخرى.
استيقظ المالكي في اخر شهر من دورته الانتخابية الثانية ليجد ان كل شيء في العراق يختلف عن موازين الطبيعة وموازين الإنسان الوضعية وعن موازين العيش والحياة في جميع دول العالم دون ان يدرك ان كل ما حل بالعراق في زمنه وليس في زمن اخر... وعدم الإدراك هذا مقصودا ليس الا بدليل ان السيد المالكي عندما انتقد الوضع الصحي والخدمي والأمني والمعاشي لم يشخص الخلل ويضع الحلول لهذا الخلل انما اختزله في نظرية المؤامرة التي تريد النيل منه ومن فرصته في الحصول على الولاية الثالثة.
ليت المالكي لم يكتشف حقيقة دولته التي يطلق عليها دولة القانون وليته لم ينتقدها بمثل هذه الطريقة المجتزئة وليته لم يشخص بعض عيوبها لان حقيقتها عيب متكامل في كل مفصل ومجال وموضع، وما اكتشفه المالكي انما جاء متاخر جدا وقد فات وقت علاجه بعد ان وصل المرض الى كل مفصل وزاوية فبات امر المعالجة مستحيل واصبح لزاما دفن هذه الدولة والبحث عن وليد جديد من شانه ان يعيد الحياة والبهجة الى هذا العملاق الذي تحطم كل شيء فيه.
ان المالكي انما وجه ضربة قاسية الى نفسه واطلق النيار بعيار ثقيل على كل دولته عندما اتهم كل اجهزته بالتقصير والاهمال والخيانة خاصة ما يتعلق بمجال الخدمات والأمن وهذا الاتهام انما يمثل حالة من الارباك وحالة من محاولة الهروب الى الامام والقاء تبعات الفشل على الآخرين وقد نسى المالكي انه اعلن قبل ايام وبلسان فصيح انه المسؤول التنفيذي الاول وانه القائد العام للقوات المسلحة وان كل مفاصل الدولة تحت امرته وقيادته وهذا الاعلان يجعله بوقع المقصر الاول وقبل الجميع.
ان اتهام الاجهزة الامنية بالخيانة والتقصير جريمة كبرى وخيانة لدماء الاف الضباط والجنود الذين سقطوا دفاعا عن العراق والعراقيين ..نعم انا اتفق معك بفساد قادة المؤسسة العسكرية الذين تشرف عليهم مباشرة اما المراتب المساكين الذين يقفون اكثر من عشر ساعات في الواجبات اليومية فهؤلاء فدائيين وضعوا اكفهم على راحة الموت يقودهم تخبط القادة الأمنيين وفشل خطط قادتك المشمولين بالاجتثاث،وقد يبدوا اتهام عمال النظافة بالاهمال والتقصير هم الآخرين امر مضحك مبكي فهؤلاء مساكين يبحثون عن قوت يومهم مثقلين بهموم الفقر والمرض والبؤس لا علاقة لهم بمشاكل الحكومة ومناكفاتها،وما الذي يعمله هؤلاء في دولة لم تتمكن ان تضع خطط حقيقية للاعمار والاسكان ولم تنجح في وضع استراتيجية للاعمار والبناء بعد ان ضاعت مليارات الدولارات في اعمال ترقيعية لم تقدم غير البؤس والخراب.
ان تنصل المالكي عن مسؤولياته وعدم اعترافه بفشله وتحميل الأطراف الاكثر تضحية مسؤولية التقصير تبين حالة التخبط والضياع وعدم الاتزان التي يعانيها وهو يقترب من نهاية دولة حملت عناوين القانون والاصلاح لكنها لم تجلب غير الموت والدمار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-03-21
المالكي بكلامه هذا قد اعترف شخصيا بفشل الدوله ومؤسساتها التي يسيطر عليها وهو يحمل الصفات الكثيره والمناصب العديده في هذه الدوله الفاشله والمتهالكه ولكنه يرمي هذا الضياع على غيره كعادته كتفكير الاطفال والطفيلين تماما عندما تسئله عن هذا الفعل يقول لك مواني اني ماعليه هو ذاك والان المالكي يرميها على الباقين وهو ليس له ذنب سوى انه متمسك بهذا الكرسي ويريده لانتفاعه وتسلطه ومن غيره يصبح ذليل ولايسوه بسوك الغنم حتى ببعره الماعز .
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك